• الفهرس
  • عدد النتائج:

١٤ ـ (إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ ...) أي من جميع جوانبهم وكلّ جهاتهم جاءوهم بالإنذار والحجج أو حذّروهم بما مضى من هلاك الكفرة وما يأتي من عذاب الآخرة. والحاصل أن الرّسل كانوا مأمورين بإبلاغ التوحيد والرسالة إلى الناس طرّا ولذا كانوا يقولون لهم (أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللهَ) فأجابوهم و (قالُوا لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً) أي لو أراد الله أن يرسل إلينا رسولا فلا بدّ أن يبعث إلينا من غير نوعنا بل من نوع الرّوحانيّين فإنّهم يناسبون للرسالة من عنده سبحانه لا أنتم فإنكم بشر مثلنا ولا فضل ولا ترجيح لكم علينا (فَإِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ) أي على زعمكم (كافِرُونَ) حيث نظنّكم كاذبين فيما ادّعيتم به.

١٥ ـ (فَأَمَّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ ...) هذا تفصيل قوله تعالى (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ) أي قوم عاد استكبروا أي رأوا أنفسهم ذوات كبرياء وتجبّر بالإضافة إلى أهل بلادهم بغير استحقاق وجهة كانت موجبة لاستكبارهم وعتوّهم على غيرهم فكان تعظّمهم على ما لا ينبغي والمراد بالأرض هو أرض الأحقاف اسم قصبة من اليمن وعاد كانوا ساكنين في تلك البلاد (وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً) فاغترّوا بقوتهم الظاهريّة وسطوتهم. وقيل كانت قوّتهم بمثابة أن الرّجل منهم يقلع الصّخرة العظيمة بيده بلا آلة من الجبال ، وربّما يرميها إلى مكان بعيد (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً) أي الذي كان أعطاهم تلك القوّة والقدرة هو يقدر أن يسلبها منهم ويهلكهم في أقل من لحظة (وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ) أي يعرفونها أنها حقّ وينكرونها.

١٦ ـ (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً ...) أي عاصفا شديد الصّوت من الصّرّة وهي الصّيحة وقيل ريحا باردة من الصّر الذي هو البرد قال الفرّاء : هي الباردة تحرق كما تحرق النّار. قال الباقر عليه‌السلام : الصّرصر : البارد (فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ) أي مشؤومة عليهم وهي الأيّام التي تجري الرياح