له غيره سبحانه وتعالى لأنه وحده قادر على ذلك كقدرته على النفع والضر (وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ) من نعمة يتفضّل بها عليك أو من صحة أو أمن أو غيره (فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ) أي فلا أحد يردّ : يمنع الفضل والنعمة والخير عنك ، فهو (يُصِيبُ بِهِ) أي بالخير (مَنْ يَشاءُ) يريد (مِنْ عِبادِهِ) فيعطي الواحد منهم ما تقتضيه الحكمة وما تدعو إليه المصلحة (وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) المتجاوز عن ذنوب عباده الرؤوف بهم.

* * *

(قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (١٠٨) وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ (١٠٩))

١٠٨ ـ (يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الْحَقُّ ...) أي : أعلن يا محمد بين الناس وناد بهم قائلا لهم : قد جاء الحق : أتاكم القرآن ودين الإسلام الذي هو الحقّ ، أو هو النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله نفسه ـ جاءكم ذلك (مِنْ رَبِّكُمْ) أي من خالقكم ورازقكم وما لك أموركم (فَمَنِ اهْتَدى) استدلّ بالحجج وعرف أن الدّين الإسلاميّ حق وصواب (فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِه) أي تعود عليه منفعة هدايته وإيمانه ، ويفوز بثواب عقيدته وعمله (وَمَنْ ضَلَ) عدل عن ذلك وكفر بالآيات والبيّنات والدعوة إلى الله والدّين (فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها) يكون وبال ضلاله على نفسه ، وهو يجني عليها (وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) يعني أن ليس محمدا (ص) على الناس بحفيظ يدفع عنهم الهلاك ويمنع عنهم العقاب كما يكون الوكيل حفيظا على مال غيره. فهو (ص) مبلّغ وغير ملزم بجعلهم مهتدين ولا بإنجائهم من النار كما يحفظ الوكيل المال من التلف والضياع.

١٠٩ ـ (وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ ...) هو خطاب لنبيّه الكريم أن سر