• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • الباب الأول

  • اسم المؤلف ونسبه
  • كنيته
  • مولده ونشأته
  • أسرته
  • عصره

  • المبحث الثانى

  • المبحث الثالث

  • الباب الثانى

  • المبحث الأول

  • من كل شيء وأنه لعظمته لا يدرك بحيث يحاط به ، فإن الإدراك هو الإحاطة بالشيء ، وهو قدر زائد على الرؤية (١) ... اه

    ومما تمسكوا به أيضا ما جاء فى سورة الأعراف (٢) حكاية عن نبى الله موسى عليه‌السلام قال : (رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قالَ لَنْ تَرانِي وَلكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي) (٣).

    وهذه الآية أيضا من الأدلة على جواز الرؤية لا على نفيها فلو كانت رؤية الله عزوجل لا تجوز مطلقا لم يجز لنبى أن يسأله ما لا يجوز أو يستحيل ، وفى قوله تعالى (فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي) دلالة على جواز الرؤية ، وليس فى قوله تعالى : (لَنْ تَرانِي) إحالة للرؤية فهو عزوجل لا يرى فى الدنيا (٤). ويراه المؤمنون فى الآخرة على الوجه الّذي يشاؤه جل وعلا.

    أما الآيات الصريحة فى إثبات الرؤية فقد تأولوها على عادتهم فقالوا إن المقصود بقول الله تعالى : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) أى : منتظرة (٥).

    يقول البيهقى رحمه‌الله تعالى فى رد هذا التأويل.

    وليس يخلو النظر من وجوه إما أن يكون الله عزوجل عنى به نظر الاعتبار كقوله : (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) (٦) ، أو يكون عنى به نظر الانتظار كقوله (ما يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً) (٧) ، أو يكون عنى به نظر التعطف والرحمة كقوله (وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ) (٨) ، أو يكون عنى الرؤية كقوله

    __________________

    (١) حادى الأرواح ص : ٢١٧ وانظر : الفصل لابن حزم ٣ / ٣ وفتح البارى ٣ / ٤٢٦ ، وراجع ج : ٢ / ٧٩.

    (٢) آية : ١٤٣.

    (٣) انظر : شرح الأصول الخمسة ص : ٢٣٣.

    (٤) انظر : حادى الأرواح ص : ٣٢٣ ، وشرح العقيدة الطحاوية ص : ٢٠٧.

    (٥) انظر : شرح الأصول الخمسة ص : ٢٤٥ ، وفتح البارى ١٣ / ٤٢٦.

    (٦) سورة الغاشية / ١٧.

    (٧) سورة يس / ٤٩.

    (٨) سورة آل عمران / ٧٧.