• الفهرس
  • عدد النتائج:

وبهذا ظهر الجواب عن الميرزا القمي ، إذ عرفت أنه لا حاجة في ترتب الثواب على امتثال الواجب الغيري ، ونعبر بالمقدم ليكون أعم إلى الوجوب فكيف بالخطاب المستقل ، ويؤيد ما ذكرناه الروايات الواردة في ترتب الثواب على الإتيان ببعض المقدمات كالمشي إلى زيارة الحسين عليه‌السلام أو إلى الحج ونحو ذلك.

ثم انه استشكل في الطهارات الثلاث من جهات :

أحدها : انّ الأمر الغيري يكون توصليا ، فمن أين نشأت عبادية الوضوء والغسل والتيمم؟! ثانيها : انّ ظاهر بعض الاخبار ترتب الثواب عليها ، كما ورد في الوضوء «انّ الوضوء على الوضوء عشر حسنات» (١) إلى غير ذلك.

اما الجواب عن الجهة الثانية فقد ظهر بما تقدم.

واما الجهة الأولى فأجيب عنها بوجوه :

منها : ما في الكفاية من انها عبادات ذاتية (٢) ، وليست عباديتها لأجل امرها الغيري ، بل العبادة بما هي كذلك تكون مقدمة للصلاة مثلا نظير امر الوالد بصلاة الليل أو نذرها.

وقد أشكل المحقق النائيني (٣) عليه بوجوه :

الأول : انّ الاستحباب الذاتي ان تم فإنما يتم في الغسل والوضوء ، ولا دليل عليه في التيمم.

وفيه : انه ورد في الحديث «انّ التراب أحد الطهورين» وفي خبر آخر

__________________

(١) الكافي ـ ج ٣ ـ ص ٧٢.

(٢) كفاية الأصول ـ المجلد الأول ـ ص ١٧٧.

(٣) أجود التقريرات ـ المجلد الأول ـ ص ١٧٥.