• الفهرس
  • عدد النتائج:

كم فيك روضة قدس اعبقت ارجاً

كأنها جنة الولدان ولحور

وكم ثوى بك من أهل العبا قمرٌ

غشاه بعدكمال صرف تكوير

يا كربلا حزت شأناً دونه زحل

وفزتِ بالسادة الغر المغاوير

أيجمل الصبر في آل الرسول وهم

جمع قضوا بين مسموم ومنحور

قوم بهم قد أقيم الدين وانطمست

للشرك ألوية الطغيان والجور

قوم بمدحهم كتب السما نزلت

أكرم بمدح بكتب الله مذكور

ولا لهم في ظلام الليل من فرش

إلا محاريب تهليل وتكبير

ولا يناغى لهم طفل بغير صدى

رهج الوغى وصهيل في المضامير

ولا على جسمه قمط يشدّ سوى

طول النجاد على البيض المباتير

ولا لصبيتهم مهد يهزّ سوى

هزّ السروج على الجرد المخاصير

ما فوق فضلهم فضل فمدحهم

في الذكر ما بين مطويٍّ ومنشور

فمن عناه بأهل البيت غيرهم

فأذهب الرجس عنهم رب تطهير

وهل أتى هل أتى في غيرهم فهم

الموفون خوفاً من الباري بمنذور

والمطعمون لوجه الله لا لجزىً

سوى يتيمٍ ومسكينٍ ومأسور

يحق لو أن بكتهم كل جارحة

حزناً بأعين دمع غير منزور

فأيّ عينٍ عليهم غير باكية

وأي قلبٍ عليهم غير مفطور

ولا بصرت ولا أذني بسامعة

رزية كرزايا يوم عاشور

يوم حدى في بني الزهراء مزدجراً

حادي المنايا بترويح وتبكير

يوم به أصبح الاسلام مكتئباً

وقد أصيب بجرح غير مسبور

يوم به أصبح الطاغوت مرتقياً

على المنابر بالبهتان والزور

يا ذلة الدين من بعد الحسين فما

من بعد ناصره كسر بمجبور

أضحى يحث السرى والسير مجتهداً

لأمر عرف ونهي عن مناكير

كأنه الشمس والأصحاب شهب دجىً

لمستقر لها تجري بتقدير