• الفهرس
  • عدد النتائج:

وله معاتباً صديقه الحاج صالح بن لطف الله بقوله :

أخي صالح اني عهدتك صالحاً

لديّ وعوني في الورى ومناصحي

وسيفي الذي فيه أصول وجنتي

إذا فوقت نحوي سهام الفوادح

فمالك أبديت التغيّر والقلى

لصبٍ إلى نحو القلى غير جانح

ومالي ذنب استحق به الجفا

ولا العذر في الهجران منك بواضح

فان اقترف ذنباً فكن خير غافرٍ

وان اجترح جرماً فكن خير صافح

صدود وإعراض وهجرٌ وجفوة

اتقوى على ذا مهجتي وجوارحي

أسرك اني من ودادك انثني

بصفقة حر خاسر غير رابح

وان يرجف الحساد عنا بريبة

تكون حديثاً بين غادٍ ورائح

عهدتك طوداً لا تمليك في الهوى

نميمة واش أو سعاية كاشح

وخلتك لا تلوي على طعن

مريب ولا تصغي إلى نبح نابح

اعيذك أن تدعى خليلاً مماذقاً

يرى أنه في ودّه شبه مازح

كما نسبوا قدماً جميل بثينة

إلى انه في وده غير ناصح

فقالوا وقد جاءوا عليها بتهمة

وما كاتم سرّ الهدى مثل بائح

( رمى الله في عيني بثينة بالقذى

وفي الغرّ من أنيابها بالفوادح )

فقد عابه أهل الغرام جميعهم

فمن طاعن يزري عليه وقادح

ولا عجب أنا بلينا بحاسد

نموم بالقاء العداوة كادح

ففي ترك ابليس السجود لآدم

أدل دليل للتحاسد واضح

وفي قتل قابيل أخاه بصيرة

لمن كان عنه العقل ليس بنازح

ودع كل ودٍ غير ودي فانما

سواي الصدى الحاكي لترجيع صائح

فما كل من يدعى جواداً بجائدٍ

ولا كل من يسمى جواداً بقارح

ولا كل سعدٍ في النجوم بذابح

ولا كلما يدعى سماكا برامح