• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • باب ما الاستطاعة
  • كتاب الايمان والكفر والطاعات والمعاصي والوعد والوعيد
  • هل تعصي الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
  • وأخرى أن الله تعالى حاشا له من أن يجيب هازلا بما يقتضيه معنى هزله فإنه تعالى أمره بالسجود ثم سأله عما منعه من السجود ثم أجابه إلى النظرة التي سأل ثم أخرجه من الجنة وأخبره أنه يعصم منه من شاء من ذرية آدم وهذه كلها معان من دافعها خرج عن الإسلام لتكذيبه القرآن ، وفارق المعقول لتجويزه هذه المحالات ، ولحق بالمجانين الوقحاء.

    وأما قولهم إن إخبار الله تعالى بأن هؤلاء كلهم كفار دليل على أن في قلوبهم كفرا وأن شتم الله تعالى ليس كفرا ولكنه دليل على أن في القلب كفرا وإن كان كافرا لم يعرف الله تعالى قط.

    فهذه منهم دعاوى كاذبة مفتراة لا دليل لهم عليها ولا برهان لا من نص ولا سنة صحيحة ولا سقيمة ولا من حجة عقل أصلا ولا من إجماع ولا من قياس ولا من قول أحد من السلف قبل اللعين جهم بن صفوان وما كان هكذا فهو باطل وإفك وزور فسقط قولهم هذا من قرب ولله الحمد رب العالمين.

    فكيف والبرهان قائم بإبطال هذه الدعوى من القرآن والسنن والإجماع والمعقول والحس والمشاهدة الضرورية؟

    فأمّا القرآن فإن الله عزوجل يقول : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ) [سورة العنكبوت : ٦١].

    وقال تعالى : (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) [سورة يوسف : ١٠٦].

    وقال تعالى : (وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ) [سورة البقرة : ٤٤].

    قال أبو محمد : هذه شهادة من الله مكذبة لقول هؤلاء الضّلال لا يردها مسلم أصلا.

    قال أبو محمد : وبلغنا عن بعضهم أنه قال في قوله تعالى : (يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمُ) [سورة الأنعام : ٢٠].

    أن هذا إنكار من الله تعالى لصحة معرفتهم بنبوة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

    قال : وذلك لأن الرجال لا يعرفون صحة أبنائهم على الحقيقة وإنما هو ظنّ منهم.

    قال أبو محمد : وهذا كفر وتحريف للكلم عن مواضعه ، ويرد ما يثبت منه.

    قال أبو محمد : فأول ذلك أن هذا الخطاب من الله تعالى عموم للرجال والنساء