• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • باب ما الاستطاعة
  • كتاب الايمان والكفر والطاعات والمعاصي والوعد والوعيد
  • هل تعصي الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
  • فصحّ أنهم لم يعذّبوا في النّار بعد ، وهكذا جاءت الأخبار كلها بأن الجميع يوم القيامة يصيرون إلى الجنة وإلى النّار ، لا قبل ذلك ـ حاشا الأنبياء والشهداء فقط ـ ولا ينكر خروجهم من الجنة لحضور الحساب ، فقد دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الجنة ثم خرج عنها ، قال تعالى : (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى) [سورة النجم آية رقم ١٣ ـ ١٥].

    وهما داران طويلتان على أول النفوس جدّا ـ حاشا آخر المخلوقين ، فهي قصيرة عليهم جدّا ، وإنما استقصرها الكفّار كما قال عزوجل في القرآن لأنهم انتقلوا عنها إلى عذاب النار ، نعوذ بالله منها ، فاستقلوا تلك المدة ، وإن كانت طويلة حتّى ظنها بعضهم لشدة ما صاروا إليه يوما أو بعض يوم. وقال بعضهم : (إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً) [سورة طه آية رقم ١٠٣].

    ثم الدار الخامسة : هي عالم البعث ، وهو يوم القيامة ، وهو عالم الحساب مقداره خمسون ألف سنة قال تعالى : (فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ) [سورة المعارج : ٤ ـ ١١].

    فصحّ أنه يوم القيامة ، وبهذا أيضا جاءت الأخبار الثابتة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

    وأمّا الأيام التي قال الله تعالى فيها : إنّ اليوم منها ألف سنة فهي آخر ، قال تعالى : (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) [سورة السجدة آية رقم ٥].

    وقال تعالى : (وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) [سورة الحج آية رقم ٤٧] فهي أيام أخر بنص القرآن. ولا يحل إحالة نصّ عن ظاهره بغير نصّ آخر أو إجماع بيقين أو ضرورة حسّ.

    ثم الدار السادسة والسابعة : داران للجزاء ، وهما الجنة والنار وهما داران لا آخر لهما ، ولا فناء لهما ولا لمن فيهما. نعوذ بالله من سخطه الموجب للنار ، ونسأله الرّضا منه الموجب للجنة ـ وما توفيقنا إلا بالله الرحيم الكريم.

    وأمّا من قال : إن قوله تعالى في يوم القيامة : إنما هي مقدار خمسين ألف سنة لو تولّى ذلك الحساب غيره فهو مكذّب لربه تعالى ، مخالف للقرآن ، ولقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في طول ذلك اليوم ، وبضرورة العقل ندري أنه لو كلف جميع أهل الأرض محاسبة