• الفهرس
  • عدد النتائج:

كلا ولا كان من شمس ولا قمر

ولا شهابٍ ولا أفق ولا حجب

ولا سماءٍ ولا أرض ولا شجرٍ

للناس يهمي عليه واكف السحب

ولا جنان ولا نارٍ مؤججة

جعلت أعداءهم فيها من الحطب

وقال للملأ الأعلى : ألا أحد

ينبي بأسمائهم صدقاً بلا كذب

فلم يجيبوا فأنبا آدم بهم

لها بعلمٍ من الجبار مكتسب

فقال للملأ الأعلى : اسجدوا كملاً

لآدم واطيعوا واتقوا غضبي

وصيّر الله ذاك النور ملتمعاً

في الوجه منه بوعد منه مرتقب

وخاف نوح فناجى ربه فنجا

بهم على دسر الألواح والخشب

وفي الجحيم دعا الله الخليل بهم

فأخمدت بعد ذاك الحر واللهب

وقد دعا الله موسى إذ هوى صعقاً

بحقهم فنجا من شدة الكرب

فظل منتقلا والله حافظه

على تنقّله من حادث النوب

حتى تقسم في عبد الاله معاً

وفي أبي طالب عن عبد مطلب

فأودع الله ذاك القسم آمنةً

يوماً إلى أجلٍ بالحمل مقترب

حتى اذا وضعته انهدّ من فزع

ركن الضلال ونادى الشرك بالحرب

وانشق أيوان كسرى وانطفت حذراً

نيرانهم وأقرّ الكفر بالغلب

تساقطت أنجم الأملاك مؤذنةً

بالرجم فاحترق الأصنام باللهب

حتى اذا حاز سن الأربعين دعا

ربي به في لسان الوحي بالكتب

فقال : لبيك من داعٍ وارسله

الى البرية من عجم ومن عرب

فأظهر المعجزات الواضحات لهم

بالبينات ولم يحذر ولم يهب

اراهم الآية الكبرى فوا عجبا

ما بالهم خالفوا من أعجب العجب

رامت بنو عمّه تبييته سحراً

فعاذ منهم رسول الله بالهرب

وبات يفديه خير الخلق حيدرة

على الفراش وفي يمناه ذو شطب

فادبروا إذ رأوا غير الذي طلبوا

وأوغلوا لرسول الله في الطلب