• الفهرس
  • عدد النتائج:

لولاهم كنت أفري الحادثات اذا

نابت بنهضة ماضي العزم مرتجل؟

وكيف أخلع ثوب الذل حيث كفيل

ـيل الحرّ بالعزَّ وخد الأنيق الذلل

فما تخاف الردى نفسي وكم رضيتٍ

بالعجز خوف الردى نفس فلم تبل

إني امرؤ قد قتلت الدهر معرفةً

فما أبيت على يأسٍ ولا أمل

إن يُروِ ماءُ الصبا عودي فقد عجمت

منى طروقُ الليالي عود مكتهل

تجاوزت بي مدى الأشياخ تجربتي

قدماً وما جاوزت بي سنَّ مقتبل

وأول العمر خيرٌ من أواخره

وأين ضوءُ الضحى من ظلمة الأصل

دوني الذي ظن اني دونه فله

تعاظمٌ لينال المجد بالحيل

والبدر تعظم في الابصار صورته

ظناً ويصغر في الأفهام عن زحل

ما ضرَّ شعري أني ما سبقتُ الى

( أجاب دمعي وما الداعي سوى طلل (١) )

فإن مدحي لسيف الدين تاه به

زهواً على مدح سيف الدولة البطل

وله ايضاً :

لا ترج ذا نقص ولو أصبحت

من دونه في الرتبة الشمسُ

كيوانُ (٢) أعلى كوكب موضعاً

وهو إذا أنصفته نحسُ

وترجمه السيد الامين في الأعيان فقال : أورد له صاحب الطليعة أشعاراً

__________________

١ ـ هذ الشطر للمتنبي يقول ما ضر شعره انه لم ينظم ما نظمه المتنبي كناية عن أنه لا يقلّ عنه.

٢ ـ كيوان اسم يطلقونه على زحل وهو أشهر الكواكب على الاطلاق ، وقد كان المعتقد الى اوائل القرن التاسع عشر الميلادي انه نهاية المجموعة الشمسية لبعده السحيق وطول فلكه الذي يقطعه في نحو من سنة ، وكان عند العرب مثلاً في العلو والبعد كما قال الطغرائي :

وإن علاني من دوني فلا عجب

لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحل

كما أنهم ظلموه فجعلوه كوكب النحس.