• الفهرس
  • عدد النتائج:

قومه ، فعرفه بنو إسرائيل قبل أن يُخلق (١).

قلت : يدل على ذلك قوله تعالى (وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) (٢).

والاحتجاج بالتوراة والإنجيل على أهل تلك الملل جائز لا ضير فيه ، فقد أخرج البخاري في صحيحه بسنده عن عبد الله بن عمر (رض) أن اليهود جاءوا إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله برجل منهم وامرأة قد زنيا ، فقال لهم : كيف تفعلون بمن زنى منكم؟ قالوا : نُحمِّمُهما (٣) ونضربهما. فقال : لا تجدون في التوراة الرجم؟ فقالوا : لا نجد فيها شيئاً. فقال لهم عبد الله بن سلام : كذبتم ، فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين. فوضع مِدْراسها الذي يُدَرِّسها منهم كفَّه على آية الرجم ، فقال : ما هذه؟ فلما رأوا ذلك قالوا : هي آية الرجم. فأمر بهما فرجما قريباً من حيث موضع الجنائز عند المسجد ، فرأيت صاحبها يجنأ عليها (٤) ، يقيها الحجارة (٥).

__________________

(١) دلائل النبوة ١/٨١.

(٢) سورة الصف ، الآية ٦.

(٣) أي نسكب عليهما الماء الحميم ، وقيل : نجعل في وجوههما الحمة ، أي السواد.

(٤) أي يحني ظهره عليها.

(٥) صحيح البخاري ٦/٤٦ كتاب التفسير ، سورة آل عمران ، ٩/٢٠٥ كتاب المحاربين