وصل

وأمّا بقية المقولات فلا تقبل الحركة إلّا بالعرض.

أما الإضافة فإنها إن كانت عارضة لمقولة تقع فيها الحركة ، فهي متحرّكة بتبعيّتها ، وإلّا فلا ، فإنّ الماء إذا تحرّك في السخونة فقد انتقل من الأشدّ إلى الأضعف ، أو بالعكس ، على التدريج بالتبعية.

وكذا الانتقال من الأعلى إلى الأسفل تابع للانتقال من أين إلى أين ، والانتقال من الأكبر إلى الأصغر تابع للانتقال الكمي ، ومن الأشرف في الوضع إلى الأخسّ فيه تابع للانتقال الوضعي.

وأمّا الملك فتبدّل الحال فيه إنّما هو أولا في الأين ، فإنّ الحركة أولا في العمامة بحسب الأين ، ثمّ في التعمّم ، وفي السلاح ثمّ في التسلّح ، فالحركة فيه بالعرض ، لا بالذات.

وأمّا متى ، فإنّ وجود الحركة للجسم إنّما هو بتوسّطه ، فإنّ كلّ حركة إنّما تكون في متى ، فلو كان فيه حركة لكان لمتى متى آخر ، وهو محال.

وكذلك أن يفعل ، وأن ينفعل ، ليس فيهما حركة ؛ لأنّ الحركة خروج عن هيئة قارّة إلى هيئة قارّة ؛ لأنها لو كانت عن هيئة غير قارّة لما كان خروج عنها وترك لها ، بل إمعان في تلك الهيئة.

مثلا : إن كانت الحركة من التسخّن إلى التبرّد ، وكان الجسم في حالة تسخّنه يتبرّد ، فإنّه لم يخرج عن التسخّن حتّى يكون قد تحرك في مقولة أن ينفعل ، فإن كان قد ترك التسخين فالحركة في غير مقولة أن ينفعل.