سنة خمس وثمانين وأربعمائة
[وقعة جيّان بالأندلس]
فيها وقعة جيّان (١) بالأندلس.
كانت بعد وقعة الزّلّاقة ، وتقاربها في الكبر ، فإنّ الأذفونش جمع جموعا عظيمة ، وقصد بلاد جيّان ، فالتقاه المرابطون فانهزم المسلمون ، وأشرف النّاس على خطّة صعبة ، ثمّ أنزل الله النّصر ، فثبتوا وهزموا الكفّار ، ووضعوا السّيف فيهم ، ونجا الأذفونش في نفر يسير (٢).
[نسخة كتاب النبيّ صلىاللهعليهوسلم إلى هرقل]
ثمّ تهيّأ في العام القابل ، وأغار على القرى ، وحرّق الزّرع ، وبقي النّاس معه في بلاء شديد. وشاخ وعمّر ، وكان من دهاة الرّوم ، وهو أكبر ملك للفرنج ، تحت يده عدّة ملوك ، وجعل دار مملكته طليطلة ، فبقي مجاورا لبلاد الإسلام. وهو من ذرّيّة هرقل. وكان عنده كتاب النّبيّ صلىاللهعليهوسلم إلى جدّه.
قال اليسع بن حزم : حدّثنا الفقيه أبو الحسن بن زيدان قال : لمّا توجّهنا إلى ابن بنته رسلا أنا وفلان ، أمر فأخرج سفط فيه حقّ ذهب ، مرصّع بالياقوت والدّرّ ، فاستخرج منه الكتاب كما نصّه في «صحيح البخاريّ» ، فلمّا رأيناه بكينا ، فقال : ممّ تبكون؟
فقلنا : تذكّرنا به النبي صلىاللهعليهوسلم.
__________________
(١) جيّان : بالفتح ثم التشديد ، وآخره نون. مدينة لها كورة واسعة بالأندلس تتصل بكورة ألبيرة مائلة عن ألبيرة إلى ناحية الجوف في شرقي قرطبة. (معجم البلدان ٢ / ١٩٥).
(٢) الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٠٢ ، العبر في خبر من غبر ٣ / ٣٠٧ ، دول الإسلام ٢ / ١٢ ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٢٢.