• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • القسم الأول

  • بكل شيء عليم ، لم يزل كذلك ، والمعنى في هذا : أنه لم يزل يعلم أنه سيخلق الأشياء على حسب هيئة كل مخلوق منها ، لا على أن الأشياء لم تزل موجودة في علمه ، بل معاذ الله من هذا ، ولكن نقول : لم يزل تعالى يعلم أنه سيحدث كل ما يكون شيئا إذا أحدثه على ما يكون عليه إذا كان ـ وبالله تعالى التوفيق.

    الرّد على من سمّى الله بغير نص

    قال أبو محمد : ونجمع إن شاء الله تعالى هاهنا بيان الردّ على من أقدم على أن يسمّي الله تعالى بغير نصّ لكن بما دلّه عليه عقله وظنه أنه حسن ومدح ، أو استدلالا بما سمّى به تعالى نفسه ، أو تصريفا من ذلك ، أو قياسا على ما شاهد من خلقه.

    فنقول وبالله تعالى التوفيق :

    إنّ الله تعالى سمّى نفسه : الرحمن الرحيم ، فسمّه أنت الرقيق من رقة النفس التي هي الرحمة ، فإن قال «الرحيم» يغني عن ذلك.

    قيل له : نقضت أصلك ، لأنّ الحيّ يغني على هذا عن أن يقال : إن له حياة.

    وأيضا : فإن الرحمن يغني عن الرحيم.

    فإن قال : قد ورد النصّ به.

    قيل له : صدقت. فلا تتعدّ ما جاء به النص ، وامنع ما سواه.

    وسمّى نفسه (العليم) فسمّه : الدّاري ، الحبر ، الفهم ، الذكي ، العارف ، النبيل فكل هذا مدح واحد في اللغة بمعنى (عليم) ولا فرق.

    وسمّى نفسه : «الكريم». فسمّه : السخيّ ، والجواد.

    وسمّى نفسه : «الحكيم». فسمّه : الناقد ، العاقل.

    وسمّى نفسه : «العظيم». فسمّه : الفخم ، الضخم.

    وسمّى نفسه : «الحليم». فسمّه : المحتمل ، المتأني ، الصابر ، الصبور ، الصبّار.

    وأخبر أنه «قريب». فسمّه : الدّاني ، المجاور ، المياسر.

    وسمّى نفسه : «الواسع». فسمّه : الرّحب ، العريض.

    وسمّى نفسه : «العزيز». فسمّه : الرئيس.

    وأخبر أنه «شاكر» و «شكور» : فسمّه : الحامد ، والحمّاد.

    وسمّى نفسه : «القهار». فسمّه : الظافر.

    وسمّى نفسه : «الآخر». فسمّه : الثاني ، والتالي ، والخاتم.