• الفهرس
  • عدد النتائج:

رَأَيْتُنا فى أرضٍ عَجْفاءَ وزَمَنٍ أَعْجَفَ وشَجَرٍ أَعْشَمَ فى قُفٍّ غَلِيظٍ وجادَّةٍ مُدَرَّعةٍ غَبْراءَ فبينا نحن كذلك اذْ أَنْشأَ الله من السماءِ غَيْثًا مُسْتَكِفًّا نَشْؤُهُ مُسْبَلَةً عَزالِيهِ عِظَامًا قَطْرُه جَوَادًا صَوْبُه زاكِيًا أَنْزَلُه الله جلَّ اسمُه رِزْقًا لَنا فنَعَشَ به أموالَنا ووَصَلَ به طُرُقَنا فأَصابَنا وإنا لبِنَوْطةٍ بعيدة بيْن الارْجاءِ فاهْرَمَّع مَطَرُها حتى رأيتُنا وما نرى غير السماءِ والماءِ وصَهَواتِ الطَّلْح فضربَ السَّيْلُ النِّجافَ ومَلَأَ الاوْدِيةَ فرَعَبَها فما لَبِثْنا إلَّا عشْرًا حتى رأيتُها رَوْضةً تَنْدَى العَجْفَاءُ ـ التى لا كَلَأَ بها الا قليلٌ والاعْشَمُ ـ اليابِسُ القَحِلُ ولذلك قيل للشيخ الكبير عَشَمَةٌ والمُدَرَّعةُ ـ التى لم يُتْرَكْ فيما يليها شئٌ الا أُكِلَ بمنزلة الشاةٍ الدَّرْعاءِ وهى التى يَبْيَضُّ مُقَدَّمُها وماءٌ مُدَرَّع ـ اذا أُكِلَ ما حَوْلَهُ من الكَلِا حتى ابْيَضَّ كالشاة الدَّرْعاءِ والمُسْتَكِفُّ ـ المُسْتَدِيرُ المُلْتَهِمُ أُخِذَ من الكِفَّةِ والنَّوْطةُ ـ الارضُ يَكْثُر بها الطَّلُح وليست بوادٍ والاهْرَمَّاع ـ الانْحِدَارُ وكذلك اهْرِمَّاعُ الدَّمْعِ وصَهَوَاتُ الطَّلْحِ ـ أَعالِيها يعنى أن السَّيْلَ بَلَغَ أطرافَ الشجرِ والجَادَّةُ ـ الطَّريقةُ الى الماء* قال* ونَعَتَ أبو المُجِيبِ أرضًا أَحْمَدَها فقال أَخْلَعَ شِيحُها وأَبْقَلَ رِمْثُها وخَضَبَ عَرْفَجُها واتَّسَقَ نَبْتُها واخْضَرَّتْ قُرْيانُها وأَخْوَصَتْ بُطْنانُها واسْتَحْلَسَتْ إكامُها واعْتَمَّ نَبْتُ جَراثِيمها وأَجْرَتْ نَفَلَتُها ودَرْهَمَتْ فَثَّتُها وخُبَّازَتُها واحْوَرَّتْ خَواصِرُ ابلِها وشَكِرَتْ حَلُوبَتُها وسَمِنَتْ قَتُوبَتُها وعَمِدَ ثَراها وعَقِدَتْ تَناهِبها وأماهَتْ ثِمادُها ووَثِقَ الناسُ بَصائِرتِها* الاخلاعُ والابْقالُ والخَضْبُ ـ أَوَّلُ الايراقِ واتَّسَقَ ـ اتَّصَلَ فلا ترى فُرْجةً والقُرْيَانُ ـ جَمْعُ قَرِىٍّ وهو ـ مَسِيلُ الماءِ الى الرَّوْضة وقد تقدّم والاخْواصُ ـ خُروجُ الخُوصةِ وهو أولُ نَباتِ أَفْنانِ ما ليس بعِضَةٍ والاسْتِحْلاسُ ـ التَّغَطِّى بالنَّباتِ حتى لا تُرَى الارضُ والاعْتِمامُ ـ الطُّول والجَراثِيمُ ـ مُجْتَمَعُ الترابِ الى أصُولِ الشجر ونحوِها ونَبْتُها أَشَدُّ النَّبْتِ اعْتِمامًا لَخِلَّتَيْنِ سُهُولةِ المَنْبِتِ ولأنه فى مُعَوَّذٍ وكُلُّ نَباتٍ نَبَتَ الى هَدَفٍ يُعيِذُه كشجرة أو صَخْرة فهو مُعَوَّذٌ يقال دَعُوا بَهْمَكُمْ فى مُعَوَّذِ هذه الشَّجَرة قال الشاعرُ يَصِف عُشْبا وذَكَرَ امْرأةً

اذا خَرَجَتْ من بَيْتِها راقَ عَيْنَها

مُعَوَّذُهُ وأعْجَبَتْها العَقَائق