• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • الفصل الأوّل : أسماء القيامة في القرآن الكريم
  • الفصل الثاني : المعاد في الشرائع السماوية
  • الفصل الثالث : الدلائل الجلية على لزوم المعاد
  • الفصل الرابع : نقد الشبهات الواردة حول المعاد
  • إلى موته ، يقول سبحانه : ( لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ وَاللهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا تَعْمَلُونَ ) (١) ويقول أيضاً : ( إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) (٢) ، وفي آية ثالثة : ( فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ ) (٣).

    ولا غرو في ذلك فهو سبحانه محيط بالإنسان وهو معه أينما كان يراه ليلاً ونهاراً ، ويقف على ظواهر أعماله سرائرها وما يكمن في ضميره.

    ٢. أنبياء الله

    الشاهد الثاني من الشهود هم أنبياء الله تبارك وتعالى ، يقول سبحانه : ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلاءِ شَهِيدًا ). (٤)

    والآية تتضمن أمرين :

    الأوّل : انّ لكلّ أُمّة شهيداً ، وأمّا من هو ؟ فالآية ساكتة عنه ، ويمكن استظهار انّ المراد من الشهيد هو نبي كلّ أُمّة ، بشهادة انّه سبحانه صرّح بانّ المسيح عليه‌السلام يكون شهيداً على أُمّته ، قال سبحانه : ( وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ). (٥)

    الثاني : انّ النبي الخاتم بحكم الآية الأُولى شهيد علىٰ هؤلاء ، إنّما الكلام في تعيين المشار إليه ، فهل المراد انّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شاهد على الأنبياء الذين هم شهود ؟ أو شاهد على أُممهم ؟ هناك احتمالان :

    __________________

    ١. آل عمران : ٩٨.

    ٢. الحج : ١٧.

    ٣. يونس : ٤٦.

    ٤. النساء : ٤١.

    ٥. النساء : ١٥٩.