• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • الفصل الأول : كيفية نشوء الشيعة وتطورهم

  • الفصل الثاني : الفكر الديني لدى الشيعة

  • الطريق الأول : الظواهر الدينية وأقسامها

  • الطريق الثاني : المباحث العقلية :

  • الطريق الثالث : الكشف

  • الفصل الثالث : المعتقدات الاسلامية من وجهة نظر الشيعة الامامية معرفة الله :

  • معرفة النّبي :

  • معرفة المعاد :

  • معرفة الامام :

  • ظاهر القرآن وباطنه

    اتّضح أن القرآن الكريم بألفاظه وبيانه ، يوضّح الأغراض الدينية ، ويعطي الأحكام اللازمة للناس في الاعتقادات والعمل بها ، ولكن لا تنحصر أغراض القرآن بهذه المرحلة ، فإن في كنه هذه الألفاظ وهذه الأغراض ، تستقرّ مرحلة معنوية ، وأغراض أكثر عمقا ، والذي يدركه الخواص بقلوبهم الطاهرة المنزّهة.

    فالنبي الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو المعلّم الإلهي للقرآن يقول : «ظاهره أنيق وباطنه عميق» (١) ويقول أيضا «للقرآن بطن وظهر ولبطنه بطن ، إلى سبعة بطون» (٢) ، وقد ورد الكثير عن باطن القرآن ، في أقوال أهل البيت عليهم‌السلام (٣).

    فالأصل في هذه الروايات ، هو التشبيه الذي قد ذكره الله تعالى في سورة الرعد الآية ١٧. والذي يشبّه فيه الإفاضات السماوية بالمطر الذي يهطل من السماء يقول سبحانه وتعالى :

    (أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ* كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْباطِلَ* فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ) (٤).

    __________________

    (١) تفسير الصافي ص ٤.

    (٢) سفينة البحار / تفسير الصافي ص ١٥ / الكافي / تفسير العياشي / معاني الأخبار / وروايات أخرى.

    (٣) البحار ج ١ : ١١٧.

    (٤) سورة الرعد الآية ١٧.