شيخ شيوخ ومشيوخاء مشيخة |
| شيخة شيخة شيخان أشياخ |
وكذلك «عبد» فإنه يجمع على عبيد وعباد وعبدان ، وهذا أكثر من أن يذكر فإذا اختلفت صيغة الجمع باعتبار المدلول الواحد لم يدل اختلافها على خروج الفرد عن حقيقته ، فكيف يدل اختلافها مع تعدد المدلول على المجاز. وأيضا فإن المشترك قد يختلف جمعه باختلاف مفهوماته ، ولا يدل ذلك على المجاز ، وأيضا فإنه ليس ادعاء كون أحدهما مجازا لمخالفة جمعه الآخر أولى من العكس.
(فإن قلتم) بل إذا علمنا أن أحدهما حقيقة علمنا أن الآخر الذي خالفة في صفة جمعه مجاز ، فحينئذ يكون اعتبار مخالفة الجمع لا فائدة فيه ، فإنا متى علمنا كون أحدهما حقيقة ، وأنه ليس مشتركا بينه وبين الآخر كان استعماله فيه مجازا ، فالحاصل أنه إن توقف ذلك على اختلاف الجمع لم يكن معرفا ، وإن لم يتوقف عليه لم يكن معرفا ، فلا يحصل به التفريق على التقديرين.
وأيضا فإن رأس مالكم في هذا التعريف هو لفظ أوامر ، وأمور ، فادعيتم أن أوامر جمع أمر القول وأمور جمع أمر الفعل وغركم في ذلك قول الجوهري في «الصحاح» تقول أمرته أمرا وجمعه أوامر وهذا من إحدى غلطاته فإن هذا لا يعرف عند أهل العربية واللغة ، وفعل له جموع عديدة ليس منها فواعل البتة.
وقد اختلف طرق المتكلمين لتصحيح ذلك ، فقالت طائفة منهم جمعوا أمرا على أأمر كأفلس ، ثم جمعوا هذا الجمع على أفاعل لا فواعل فكان أصلها أأمر فقلبوا الهمزة الثانية واوا كراهية النطق بالهمزتين فصار في هذا أوامر وفي هذا من التكلف ودعوى التكلف ودعوى ما لم تنطق به العرب عليهم ما فيه ، فإن العرب لم يسمع منهم أأمر على أفعل البتة ، ولا أوامر أيضا فلم ينطقوا بهذا ولا هذا.
ولما علم هؤلاء أن هذا لا يتم في النواهى تكلفوا لها تكلفا آخر ، فقالوا حملوها علي نقيضها ، كما قالوا الغدايا والعشايا ، وقالوا قدم وحدث ، فضموا الدال من حدث حملا على قدم.