• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • المقدمة

  • نظرية المعرفة والمعارف البشرية

  • الفصل الأول

  • تعريف المعرفة

  • الفصل الثاني

  • أقسام المعرفة

  • بأنفسها. وبذلك استطاعوا ان يدفعوا عن نظريتهم الإشكالات المعروفة في باب الوجود الذهني (١).

    والعجب أنّ المادية الديالكتيكية قد جددت هذه النظرية المندرسة المتروكة ، ولكن بصبغة علمية.

    أضف إلى ما ذكرنا ، أنّه إذا كان المعلوم والمكشوف لنا في ظرف التصور والتفكير ، هو الأثر المادي الّذي لا يعادل المادة الخارجية ، فمن أين علمنا أنّ وراء ذواتنا وإدراكاتنا ، عالماً فيه ذوات لها خواص مختلفة؟ ومن أين علمنا أنّ الصورة العلمية وليدة المادة الخارجية والقوة الدماغية؟. إذ كلُّ ما نفرضه واقعاً فهو ، بلا شك ، فكر وخيال حادث في القوة المفكرة ، لا يحكي عن شيء ، ولا ينطبق على شيء.

    سؤال وجواب

    السؤال : إنّ انكشاف الواقع ، يُتَصَوَّرُ على نحوين :

    الأوّل : انكشاف الخارج على وجه الإطلاق بأن تحضر صور الواقعيات بما لها من الحدود والخصوصيات من دون أن تمسّ القوى الإدراكية بحقيقة الصورة ، ومن دون أن تتصرف فيها. وهذا هو العلم المطلق ، والتفكير المطلق الّذي آمنت به الفلسفة المادية الميكانيكية.

    الثاني : انكشاف الخارج انكشافاً نسبياً ، غير مطلق ، بأن لا يكون الحاضر لدى العالم بالخارج ، عينَه ، ولكنه يحكي عنه حكاية نسبية ، إذ الإدراك لا يحصل إلّا بعد تصرّف من الحواس والأعصاب. وهذا التصرف يسلب الصرافة والإطلاق عمّا يحضر عندنا من الصورة ، لأنّ المفروض أنّ المادة بذاتها متحولة متغيرة ، من غير فرق بين المادة الخارجية والمادة الدِّماغية ، فالخارج معدّ لحصول

    __________________

    (١) الإشكالات مبنية على وحدة الوجودين في الذات والذاتيات. وعلى القول بالشبح ، لا يحصل الشيء بنفسه وماهيته في الذهن. وسيأتي هذا الإشكال مع تحليل كامل لأهم الأجوبة المذكورة فيه في الفصل العاشر ، فترقب.