• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • المقدمة

  • نظرية المعرفة والمعارف البشرية

  • الفصل الأول

  • تعريف المعرفة

  • الفصل الثاني

  • أقسام المعرفة

  • ٧ ـ إثبات الصانع بطريقة ديكارت مستلزم للدور

    قد عرفت أنّ ديكارت اعتمد في إثبات وجود الصانع على أُصول :

    أ ـ إنّي أجد فكرة الإله في ذهني ، فلا بد أن يكون لها من مصدر. (كل ظاهرة تحتاج إلى علّة).

    ب ـ إنّ هذه الظاهرة الذهنية ، بما لها من الكمال ، يمتنع أن يكون الذهن مصدرها ، بل لا بدّ أن يكون سببها أكمل من النفس والذهن.

    ج ـ ثمّ فرّع على ذلك أنّ هذه الفكرة ، وكلّ فكرة فطرية ، ليس لها مصدر إلّا الله ، وكذا كل البديهيات ، كالحركة والامتداد والنفس وغيرها.

    د ـ ثمّ وجه إلى نفسه سؤالاً : لما ذا لا تكون تلك القوّة (الإله) خادعة ومضلّلة لذهني في أفكاره وتصوراته؟

    وأجاب : إنّ الخداع آية العجز والنقص ، والموجود الكامل منزّه عنه.

    هذا خلاصة استدلال «ديكارت».

    غير أنّ هذا الاستدلال دوري لا يفيد ، وذلك لأنّه وصل إلى هذه النتيجة : «إنّ القوة الكبرى ليست بخادعة بالنسبة إلى الأفكار الّتي يحملها ذهني وتودعها تلك القوة فيه» بعد الاستدلال بأُصول ثلاثة ، فهو لم يكن جازماً بهذه النتيجة عند ما كان يتفوّه بالأُصول الثلاثة الأُولى.

    وعلى ضوء هذا ، فالأُصول الثلاثة الأُولى مشكوكة جداً عند الاستدلال ، لاحتمال أن تكون من تضليل القوة الكبرى وخداعها ، فإن تنزّهها عن الخداع لم يُتَوصل إليه بعد.

    وعلى ذلك ، فصحّة الأصول الثلاثة الأولى ، متوقفة على صحة الأصل الرابع (تنزه الإله عن الخداع) ، مع أنّ هذا الأصل مبتن على صحة الأُصول الثلاثة ، وهذا هو الدور.