ورجند

قرية من أعمال همذان. من عجائبها أن من به علّة البواسير ، والأطباء عجزوا عن معالجتها ، يمشي إلى ورجند يعالجه أهلها فيبرأ بأيّام قلائل. قالوا : إنّ لأهلها في ذلك يدا باسطة ، من مشى إليها عالجوه ، وذلك برقية عندهم وحشيش يدخنونه بالحشيشة ، ويقرأون عليه الرقية فينتفع في أيّام قلائل. وهو مشهور عندهم.

هراة

مدينة عظيمة من مدن خراسان. ما كان بخراسان مدينة أجلّ ولا أعمر ، ولا أحصن ولا أكثر خيرا منها. بها بساتين كثيرة ومياه غزيرة. بناها الاسكندر ، ولمّا دخل بلاد الشرق ذاهبا إلى بلاد الصين أمر كلّ قوم ببناء سور يحصنهم عن الأعداء. وعلم أن أهل هراة قوم شماس عندهم قلّة القبول ، فعيّن لهم مدينة بطولها وعرضها وسمك حيطانها وعدد أبوابها ، ليوفّيهم أجورهم عند عوده.

فلمّا رجع قال : ما أمرت على هذه الهيئة ؛ وأظهر الكراهية وما أعطاهم شيئا.

ومن عجيب ما ذكر أن هراة كانت في يد سلاطين الغور بني سام ، فجاءها خوارزمشاه محمّد نزل عليها يحاصرها ، وكانت العجلة تمشي على سورها لفرط عرضه. فأمر خوارزمشاه بنصب المنجنيق عليها ، وأشار بمقرعته إلى برج من أبراجها ، فكما أشار إليه انهار ذلك البرج ، فاستخلصها من ذلك الموضع وعدّ ذلك من عجيب آثار دولته.

ومن عجائبها أرحية مبنيّة على الريح تديرها الريح بنفسها كما يديرها الماء ، ويحمل منها إلى سائر البلدان كلّ ظريف سيما الأواني الصفريّة المطعمة بالفضّة وأنواع الدبابيج والحواصل ، ومن المأكول الزبيب والمشمش ؛ قال الأديب الزوزني :

هراة أردت مقامي بها

لشتّى فضائلها الوافرة :