• الفهرس
  • عدد النتائج:

خرج فينا كذاب يزعم أنه رسول الله (١) ، فتابعه من بلدنا سفهاء «لا خير فيهم» (٢) وقد نهيناهم ، فبغوا علينا وهربوا وصاروا إليك ليفسدوا ملكك ورعيتك.

وتكلمت البطارقة ، وقالوا : أيها الملك الرأي أن تردهم إلى قومهم فهم أعلى بهم عينا.

فغضب النجاشي ، وقال : لاها ، أيم الله ما هم أولى بهم منا.

وفي نسخة أخرى : لاها الله أبدا ، لا أسلم قوما يختاروني على من سواي ، ولكني باعث إليهم وأسائلهم.

ثم دعاهم ، فلما جاءهم رسوله قالوا : ما ذا نقول إذا ساءلنا؟

فقال جعفر عليه‌السلام : نقول والله ما علمنا من الحق ، وما أمر به نبينا من الصدق كائنا ذلك ما كان.

فلما جاءوه لم يسجدوا له. فقال عمرو : أيها الملك إنهم قد استكبروا أن يسجدوا لك.

فقال النجاشي : ما منعكم من ذلك وأن تحيوني تحية من قصد (٣)؟

فقال جعفر عليه‌السلام : أيها الملك إنا لا نسجد إلّا للذي خلقنا وخلقك.

قال النجاشي : ما هذا الدين الذي فارقتم به قومكم ولم تتبعونا ، فإن قومكم يستردونكم؟

فقال جعفر : سل هذين اللذين قدما ، أعبيد نحن أم أحرار ، فإن كنا عبيدا فردونا إلى موالينا.

فقال : يا عمرو أعبيد هم؟

قال : بل أكفاء أحرار.

وقال جعفر : فسلهما هل سفكنا دما بغير حق نسلم إلى أوليائه؟

فقال عمرو : لا ، ولا قطرة.

فقال جعفر : فهل أخذنا مالا بغير حق.

فقال النجاشي : لو كان عليكم دينا لأدّيته عنكم.

__________________

(١) نهاية الصفحة [٨٠ ـ أ].

(٢) ساقط في (أ).

(٣) في (ب ، ج) : تحية من قصدني.