• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • الجزء السادس والعشرون
  • الجزء السابع والعشرون
  • الجزء الثامن والعشرون
  • الجزء التاسع والعشرون
  • الجزء الثلاثون
  • ذات نصب وتعب من جر السلاسل والأغلال ، وتكليف أشق الأعمال (تَصْلى ناراً حامِيَةً) أي ترد نارا (تُسْقى) أي فيها (مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ) قد بلغت أناها وانتهت إلى غايتها في حرارتها هذا هو الشراب أما الطعام فإنه (لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ) (١) قبيح اللون خبيث الطعم منتن الريح ، (لا يُسْمِنُ) آكله ولا يغنيه من جوع. هذه حال من كفر وفجر كفر بالله وبآياته ولقائه ورسوله ، أو فجر عن طاعة الله ورسوله فترك الفرائض وغشي المحارم هذه وجوه و (وُجُوهٌ (٢) يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ) أي نضرة حسنة فإنها (لِسَعْيِها راضِيَةٌ) أي لسعيها في الدنيا وهو إيمانها وصبرها إيمانها وجهادها إيمانها وتقواها إيمانها وعملها الصالح أصحاب هذه الوجوه راضون بأعمالهم لما رأوا من ثوابها والجزاء عليها.

    إنهم أدخلوا (فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ) لا يقادر علاها ، (لا تَسْمَعُ (٣) فِيها لاغِيَةً) أي كلمة باطلة تنغص سعادتهم ولا كلمة نابية تقلق راحتهم. (فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ) من غير أخدود حفر لها ، (فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ) قدرا وحالا ومكانا ، (وَأَكْوابٌ) أقداح لا عرا لها من ذهب وفضة (مَوْضُوعَةٌ) لشربهم إن شاءوا شربوا بأيديهم أو ناولتهم غلمانهم ، ذاك لون من الشراب أما الفراش فإنها سرر مرفوعة ، (وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ) ، وسائد قد صفت للراحة والاتكاء الواحدة إلى جنب الأخرى طنافس ذات خمائل مبثوثة مفروشة هنا وهناك مبسوطة. هذه لمحة خاطفة عن الدار الآخرة تعتبر ذكرى للذاكرين وعظة للمتقين.

    هداية الآيات :

    من هداية الآيات :

    ١ ـ تقرير عقيدة البعث والجزاء بذكر عرض سريع لها.

    ٢ ـ من أسماء القيامة الغاشية لأنها تغشى الناس بأهوالها.

    ٣ ـ بيان أن في النار نصبا وتعبا. على عكس الجنة فإنها لا نصب فيها ولا تعب.

    ٤ ـ من مؤلمات النفس البشرية لغو الكلام وكذبه باطله وهو ما ينزه عنه المؤمنون أنفسهم.

    __________________

    (١) الضريع هو يابس ثمر الشبرق بكسر الشين وإسكان الباء وكسر الراء وهو نبت ذو شوك فإذا يبس يقال له ضريع ويصير مسموما أي فيه مادة السم القاتلة هذا طعام أهل النار وجائز أن يكون الضريع شجر في النار ينتج عنه عصير الغسلين.

    (٢) (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ). هذه الجملة غير معطوفة على الوجوه الأولى ، لأن المقصود من الكلام هو بيان القيامة وما يكون فيها من عذاب وشقاء للمكذبين بها. فلما تم الحديث عنها قد يتشوق السامع إلى معرفة حال المؤمنين بها فأجيب بقوله (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ) الخ .. فهو استئناف بياني.

    (٣) قرأ نافع لا تسمع بالبناء للمجهول ولاغية نائب فاعل وقرأ حفص (لا تَسْمَعُ) بالبناء للفاعل و (لاغِيَةً) مفعول به.