• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • الجزء السادس والعشرون
  • الجزء السابع والعشرون
  • الجزء الثامن والعشرون
  • الجزء التاسع والعشرون
  • الجزء الثلاثون
  • (لَغْواً وَلا تَأْثِيماً) : أي لا يسمعون في الجنة لغوا أي فاحش الكلام وما لا خير فيه ولا ما يوقع في الإثم.

    (إِلَّا قِيلاً سَلاماً سَلاماً) : إلا قولا سلاما سلاما أي لا يسمعون الا السّلام من الملائكة ومن بعضهم بعضا.

    معنى الآيات :

    ما زال السياق في بيان أحوال الناس إذا قامت القيامة فذكر أنهم يصيرون أصنافا ثلاثة أصحاب يمين وأصحاب شمال وسابقين. وهنا يقول في السابقين إنهم (ثُلَّةٌ) أي جماعة (مِنَ الْأَوَّلِينَ) أي (١) من الأمم الماضية الذين أسلموا وسبقوا إلى الإسلام مع أنبيائهم ، (وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ) (٢) أي من هذه الأمة أمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهم الذين سبقوا الى الإيمان والهجرة والجهاد يذكر نعيمهم فيقول وقوله الحق : (عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ) أي إنهم على سرر موضونة أي منسوجة ومشبكة بالذهب والجواهر ، حال كونهم (مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ) لا ينظر أحدهم إلى قفا الآخر بل إلى وحهه ، (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ) أي للخدمة (وِلْدانٌ) غلمان (مُخَلَّدُونَ) (٣) لا يكبرون فيهرمون ولا يتغيرون بل يبقون كذلك أبدا يطوفون عليهم (بِأَكْوابٍ) جمع كوب وهو قدح لا عروة له ، (وَأَبارِيقَ) جمع ابريق وهو إناء له عروة وخرطوم ، (وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ) والكأس هنا إناء شرب الخمر والمعين ما كان جاريا لا ينضب والمراد بكأس من نهر الخمر.

    وقوله تعالى (لا يُصَدَّعُونَ (٤) عَنْها) أي لا يصيبهم صداع من شربها ، (وَلا يُنْزِفُونَ) (٥) أي لا تذهب عقولهم بشربها بخلاف خمر الدنيا فإنها تصيب شاربها بالصداع وذهاب العقل غالبا وقوله تعالى (وَفاكِهَةٍ) ويطوف عليهم الغلمان بفاكهة وهو ما يتفكه به وليس بغذاء رئيسي ومن سائر الفواكه ، (مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ) أي يختارون. (وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ) أي مما تشتهيه أنفسهم.

    وقوله (وَحُورٌ عِينٌ) أي ولهم في الجنة حور عين يستمتعون بهن ، واحدة الحور حوراء. وهي البيضاء وواحدة العين العيناء وهو واسعة العينين والحور في العين أن يكون بياضها أكثر من

    __________________

    (١) قوله : (ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ) اعتراض بين جملة (فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ) وجملة : (عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ) وثلة : خبر لمبتدأ محذوف أي هم : ثلة الخ.

    (٢) من الأولى والثانية تبعيضية.

    (٣) قيل : إنهم على سن واحدة ، وروي عن علي رضى الله عنه أنه قال : الولدان هم أولاد المسلمين الذين يموتون صغارا. وقال سلمان : هم أولاد المشركين الذين يموتون صغارا. والله أعلم.

    (٤) التصديع : الإصابة بالصداع ، وهو وجع الرأس من الخمار الناشيء عن السكر أي لا تصيبهم الخمر بصداع ، وعنها بمعنى : لا يصيبهم صداع ناشيء عنها.

    (٥) قرأ نافع ينزفون بفتح الزاي من : أنزفه وقرأها حفص (يُنْزِفُونَ) بكسر الزاي من أنزف القاصر ، إذا سكر وذهل عقله.