عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَها عِوَجاً وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (٨٦) وَإِنْ كانَ طائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَنا وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ (٨٧))

شرح الكلمات :

(وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً) : مدين أبو القبيلة وهو مدين بن إبراهيم الخليل وشعيب من أبناء القبيلة فهو أخوهم في النسب حقيقة إذ هو شعيب بن ميكائيل بن يشجر بن مدين.

(وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ) : أي لا تنقصوا الناس قيم سلعهم وبضائعهم ، إذ كانوا يفعلون ذلك.

(صِراطٍ تُوعِدُونَ) : طريق وتوعدون تخيفون المارة وتأخذون عليهم المكوس أو تسلبونهم أمتعتهم.

(وَتَبْغُونَها عِوَجاً) : أي تريدون سبيل الله ـ وهي شريعته ـ معوجة حتى توافق ميولكم.

(الْمُفْسِدِينَ) : هم الذين يعملون بالمعاصي في البلاد.

يحكم بيننا : يفصل بيننا فينجي المؤمنين ويهلك الكافرين.

معنى الآيات :

هذا هو القصص الخامس في سورة الأعراف وهو قصص نبي الله شعيب مع قومه أهل مدين ، فقوله تعالى : (وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً) (١) أي وأرسلنا إلى أهل مدين أخاهم شعيبا. فما ذا قال لهم لما أرسل إليهم؟ (قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ) أي قولوا لا إله إلا الله ، ولازم ذلك أن يصدقوا برسول الله شعيب حتى يمكنهم أن يعبدوا الله بما

__________________

(١) شعيب : تصغير شعب أو شعب ويقال له خطيب الأنبياء لحسن مراجعته قومه.