• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • الباب الأوّل في المقدّمات وفيه فصول :
  • الباب الثاني في تفصيل الأخلاق وأقسامها وفيه فصول :
  • الباب الثالث في كيفيّة المحافظة على صحّة النفوس وفيه فصول :
  • الباب الرابع في معرفة الأمراض النفسانيّة ومعالجاتها الكليّة وفيه فصول :
  • الباب الخامس في المعالجات المختصّة برذائل القوّة العاقلة وذكر مايقابلها من الفضائل وفيه مقامان وفي كلّ مقام فصول
  • الباب السادس في معالجة الرذائل الغضبيّة وذكر ما يقابلها من الفضائل وفيه مقامان :
  • الباب السابع في بيان ما يتعلّق بالقوّة الشهويّة من الرذائل ومعالجاتها والفضائل وما يحثّ عليها وفيه مقامان :
  • الباب الثامن فيما يمكن أن يتعلّق بكلّ من الثلاث أو اثنين منها من الرذائل والفضائل وفيه مقامان :
  • الباب التاسع في ذكر ما يتعلّق بالعدالة من الفضائل والرذائل وفيه مقامان وفي كلّ مقام مقصدان وفي كل مقصد فصول
  • الباب العاشر في العبادات وفيه فصول :
  • الخاتمة في المحبّة لله وفيه فصول :
  • تعليقات المؤلّف
  • فهرس المطالب ....................................................... 697 ـ
  • والترفّع ، بل للهداية أو الارشاد ، ودفع بدع أهل العناد ، أو طلب الحق الاسترشاد ، فيكون من لوازم الثبات في الايمان ونتائج قوّة المعرفة وكبر النفس ، وقد أمر الله به نبيّه فقال : ( وجادلهم بالّتي هي أحسن ). (١)

    الا أنّ له آداباً وشروطاً لو قام بها ووفّاها حقّها فقد قام بحدودها واقتدى بالسلف فيها ، فإنّهم ماكانوا يناظرون الا لله وفي الله. وله علامات :

    منها : أن لا توقعه الا مع رجاء التأثير ، ولا يكون هناك ما هو أهمّ منه ، لأنّه إذا كان في الواجب على الوجه المشروع كان من فروض الكفايات ، فلو عارضه عيني أو كفائي أهمّ منه لم يجز الاشتغال به. وأن يمكن له العمل برأيه باجتهاده حتّى إذا بان له الحقّ على لسان خصمه انتقل إليه ، فالمقلّد لايمكنه الانتقال مع ظهور ضعفه لديه ، فلا فائدة له فيه. وأن يكون مناظرته في مسألة مهمّة واقعة أو قريبة الوقوع دون الفروض النادرة ، أو البحث في التعريفات بانقوض والتزييفات. وأن يكون في الخلوة أحبّ إليه من المحافل ، لكونها أجمع للهمّ وأقرب إلى صفاء الفكر وأبعد عن الأغراض الفاسدة. وأن يكون كمنشد ضالّة يشكر متى وجد الحقّ في يده أو يد غيره ، فلايرى خصمه خصيماً ، بل معيناً فيفرح من جريان الحقّ على لسانه ويشكره لا أنّه يخجل ويسود وجهه ويجتهد في دفعه ، ولايكون مناظرته الا مع البارع المتفرّد حتّى يستفيد منه.

    وأمّا الفرد المتبادر الشائع بين علماء الدنيا من المناظرة والجدال وهو ما كان بقصد الغلبة والافحام وإظهار الفضل وقصد المباهاة والمماراة واستمالة وجوه الناس فنسبته إلى الفواحش الباطنة كشرب الخمر إلى الفواحش الظاهرة من كونه مهيّجاً لها كالحسد ، حيث لايخلو عنه صاحبه ، فإنه يغلب تارة فيحمد عليه ، وتارة يغلب فيحمد كلام غيره ، فمادام يذكر أحد بقوّة

    __________________

    ١ ـ النّحل : ١٢٥.