عن عائشة ـ أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمر ضباعة بالاشتراط (١) ، رواه الزهريّ وهشام عنه ، ثم ساقه من طريق حجاج بن نصر ، عن هشام ، عن أبي الزبير ، عن جابر ـ أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لضباعة : «حجّي واشترطي» (٢). ثم ساق من طريق موسى بن خلف ، عن قتادة ، عن إسحاق بن عبد الله الهاشمي ، عن أم عطية ، عن أختها ضباعة ـ أنها رأت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أكل كتفا ثم قام إلى الصّلاة ولم يتوضأ. قال : ورواه همام ، عن قتادة ، عن إسحاق بن عبد الله ، عن جدته أم حكيم ، عن أختها ضباعة ، وهو أرجح من رواية موسى بن خلف.

وقد اغترّ أبو عمر برواية موسى بن خلف ، فترجم لضباعة بنت الحارث الأنصاريّة أخت أم عطية بناء على أن أم عطية هي الأنصاريّة ، وقد أشار ابن الأثير إلى أنه وهم في ذلك.

١١٤٣٠ ـ ضباعة بنت عامر بن قرط بن سلمة بن قشير (٣) بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.

ذكرها أبو نعيم ، وأخرج من طريق عبد الله بن الأجلح ، عن الكلبيّ ، أخبرني عبد الرحمن العامريّ ، عن أشياخ من قومه ، قالوا : أتانا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونحن بعكاظ ، فدعانا إلى نصرته ومنعته ، فأجبناه إذ جاء بيحرة (٤) بن فهراس القشيريّ ، فغمز شاكلة ناقة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقمصت به ، فألقته ، وعندنا يومئذ ضباعة بنت عامر بن قرط ، وكانت من النسوة اللاتي أسلمن مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمكّة ـ جاءت زائرة بني عمها ، فقالت : يا آل عامر ، ولا عامر لي ، يصنع هذا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين أظهركم ولا يمنعه أحد منكم! فقام ثلاثة من بني عمها إلى بيحرة ، فأخذ كلّ رجل منهم رجلا فجلد به الأرض ، ثم جلس على صدره ، ثم علا وجهه لطما ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «اللهمّ بارك على هؤلاء». فأسلموا وقتلوا شهداء.

__________________

(١) أخرجه أحمد في المسند ١ / ٣٣٠ ، والدار الدّارقطنيّ ٢ / ٢٣٥ ، والنسائي في السنن ٥ / ١٦٧ كتاب مناسك الحج باب ٥٩ الاشتراط في الحج حديث رقم ٢٧٦٥ ـ امرؤ القيس حامل لواء الشعر إلى النار ٢ / ١٦٤ أخرجه أحمد في المسند ٢ / ٢٢٨ ، وابن عساكر ١ / ١١٣ ، ٣ / ١١١.

(٢) أخرجه البخاري ٧ / ٩ ومسلم في كتاب الحج (١٠٤).

(٣) أسد الغابة ت (٧٠٧٧) ، الاستيعاب ت (٣٤٦٥).

(٤) في أبيجر.