• الفهرس
  • عدد النتائج:

سلمنا امتناع التعليل بالحدوث ؛ ولكن لا يلزم منه أن يكون الوجود علة مصححة للرؤية ؛ لأن الوجود المشترك عند القائل به حال ؛ والحال لا (١) يصح أن تكون (١) علة على أصلكم.

سلمنا إمكان التعليل بالوجود ، ولكن مشروطا / بالحدوث ، أو لا مشروطا بالحدوث (٢). الأول : مسلم. والثانى : ممنوع.

والحدوث وإن كان عدما ، فلا يمتنع أن يكون شرطا في الصحة ؛ فإن انتفاء أحد الضدين عن المحل شرط لصحة اتصاف المحل بالضد الآخر ، وإن لم يكن علة له.

سلمنا أنه غير مشروط بالحدوث ؛ ولكن إنما يصح التعليل بالوجود أن لو لم يدل الدليل على امتناعه.

وبيان امتناع التعليل به هو أنه لا يخلو : إما أن يكون علة لرؤية نفس الوجود ، أو للماهية التى هو صفة لها لا غير ، أو لمجموع الأمرين.

فإن كان الأول : وجب أن لا يكون المدرك من السواد ، والبياض غير الوجود المشترك بينهما ، وأن لا يدرك التفرقة بينهما ؛ وهو محال.

وإن كان الثانى : وجب أن لا يكون البارى ـ تعالى ـ مرئيا ؛ إذ لا ماهية له خارجة عن وجوده ، كما سبق.

وإن كان الثالث : فيلزم (٣) منه أنا إذا رأينا السواد مثلا : أن ندرك التفرقة بالبصر بين وجوده ، وماهيته ؛ وهو محال.

وأيضا : فإنه لو كان الوجود هو المصحح للرؤية ؛ لكانت (٤) الطعوم ، والروائح مرئية ؛ لكونها موجودة ؛ والضرورة تشهد بخلافه.

__________________

(١) فى ب (لا تكون).

(٢) فى ب (به).

(٣) ساقط من ب.

(٤) فى ب (لما كانت).