• الفهرس
  • عدد النتائج:

واتفقوا على أن الحادث في أول زمان حدوثه لا يوصف بكونه باقيا ـ ما عدا الكرامية (١) ، فإنهم وصفوه بكونه باقيا.

وأما كون الباقى باقيا ببقاء زائد عليه.

فقد أثبته الشيخ أبو الحسن الأشعرى رحمه‌الله ، ومعظم أئمتنا.

وقال القاضى أبو بكر : الباقى باق بنفسه ، لا ببقاء زائد عليه ؛ وهو مذهب المعتزلة.

واختلف قول الشيخ أبى الحسن الأشعرى : فى بقاء الله ـ تعالى ـ وصفاته.

فقال تارة : الله ـ تعالى ـ وصفاته باقية ببقاء واحد. وذلك البقاء باق ببقاء آخر.

وقال تارة : الله ـ تعالى ـ باق ببقاء قائم به ، وكل صفة من صفاته باقية ببقاء هو نفسها

وعند هذا فنقول :

أما الخلاف في كون المخلوق باقيا حقيقة ، أو مجازا ؛ فحاصل النزاع فيه يرجع إلى الإطلاق اللفظى ؛ فإن من قال بكونه باقيا حقيقة ؛ لم يرد به غير أنه مستمر الوجود زمنين فصاعدا.

ومن قال إنه مجاز : فمعناه أنه غير مستمر علي الدوام ، ولا حرج في الاصطلاحات بعد (٢) فهم المعنى.

وكذلك الخلاف في تسمية الحادث في أول زمان حدوثه باقيا ، فإن من نفى ذلك : لم يرد به إلا أنه غير موصوف في وقت حدوثه بكونه مستمر الوجود.

ومن أثبت (٣) : لم يرد به غير أنه مما يصح استمرار وجوده.

وإنما الإشكال : فى كون الباقى باقيا ببقاء زائد عليه.

__________________

(١) فى ب (الكرمية منهم).

(٢) فى ب (بغير).

(٣) فى ب (اثبته).