• الفهرس
  • عدد النتائج:

يخسر المبطلون.

ياموسى ، ألق كفّيك ذلاً بين يدي كفعل العبد المستصرخ إلى سيده ، فإنك إذا فعلت ذلك رُحمت ، وأنا أكرم القادرين العائذين.

يا موسى ، سلني من فضلي ورحمتي ، فإنهما بيدي لايملكهما غيري ، وانظر حين تسألني كيف رغبتك فيما عندي ، لكل عامل جزاء ، وقد يجزى الكفور بما سعى.

يا موسى ، طب نفساً عن الدنيا وانطو عنها فإنها ليست لك ولست لها ، مالك ولدار الظالمين! إلا العامل فيها بالخير ، فإنها لنعمت الدار.

يا موسى ، ما امرك به فاسمع ، ومهما أراه فاصنع ، خذ حقائق التوراة إلى صدرك ، وتيقظ بها في ساعات الليل والنهار ، ولاتمكّن أبناء الدنيا من صدرك ، فيجعلونه وكراً كوكر الطير.

يا موسى ، الدنيا وأهلها فتن ـ بعضهم لبعض ـ فكل مزيّن له ما هو فيه ، والمؤمن زينت له الآخرة فهو ينظر إليها فما يفتر ، قد حالت شهوتها بينه وبين لذة العيش ، فأدلجته بالأسحار ، كفعل السابق إلى غايته يظل كئيباً ويمسي حزيناً ، فطوبى له ، لوقد كشف الغطاء ، ماذا يعاين من السرور!

يا موسى ، الدنيا لعقة ليست بثواب للمؤمنين ولاجزاء فاجر ، فالويل الطويل لمن باع ثواب معاده بلعقة لم تبق ولعقة لم تدم ، فكذلك فكن ـ كما أمرتك ـ فلكل أمر رشاد.

يا موسى ، إذا رأيت الغنى مقبلاً فقل : ذنب عجلت عقوبته ، وإذا رأيت الفقرمقبلاً فقل : مرحباً بشعار الصالحين ، ولاتكن جباراً ظلوماً ، ولا تكن للظالمين قريباً.

ياموسى ، صرخ الكتاب إليك صراخاً بما أنت إليه صائر ، فكيف ترقد على هذا العيون؟

أم كيف يجد قوم لذة العيش؟ لولا التمادي في الغفلة ، والتتابع في الشهوة ، ومن دون هذا يجزع الصديقون ، فادعني بالقلب النقي ، واللسان الصادق التقي ، وكن كما أمرتك ، وأطع أمري ، ولا تستطل على عبادي بما ليس منك مبتدأه ، وتقرّب إلي فإني منك قريب ، فإني لم أسألك ما يؤذيك ثقله ولاحمله ، إنما سألتك أن تدعوني فاُجيبك ، وأن تسألني فأعطيك ، وأن تقرب إلي بما منّي أخذت تأويله وعلي تمام تنزيله.