• الفهرس
  • عدد النتائج:

أحسن الحديث ، واقتدوا بهدي نبيكم ، فإنه أفضل الهديَ ، وأستنّوا بسنّته ، فإنها أفضل السنن ، وتعلموا كتاب الله ، واستضيئوا بنوره ، فإنّه أشفى لما في الصدور ، واسمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ».

وجاء في الحديث عن محمد بن علي الباقر عليهما‌السلام أنه قال : « قراء ألقرآن ثلاثة : رجل قرأ القرآن ، فاتخذه بضاعة ، واستدر به الملوك ، واستطال به على الناس ، ورجل قرأ القرآن ، فحفظ حروفه وضيع حدوده ، وأقامه مقام القدح ، فلا كثر الله هؤلاء من حملة القرآن. ورجل قرأ القران ، فوضع دواء القرآن على داء قلبه ، فسهر ليله ، وظمىء به نهاره ، وقام به في مساجده ، وتجافى به عن فراشه ، فذاك من الذين يدفع العزيز الجبار بلاءهم ، ويزيل أعداءهم ، وأولئك ينزل الله عزوجل الغيث عليهم من سمائه.

ثم قال : إذا قرأتم القرآن فبيّنوه تبياناَ ، ولا تهذوه هذّاً كهذّ(١) الشعر ، ولاتنثروه نثر الرمل ، ولكن افرغوا له القلوب القاسية. ولا يكن همّ أحد كَم آخرالسورة ، واقرؤوه بألحان العرب وأصواتها ، وإياكم ولحون أهل الكبائر ، واعربوا به فإنه عربي ولاتقرؤوه هذرمة ، وإذا مررتم بآية فيها ذكرالجنة ، فقفوا عندها واسألوا الله الجنة ، وإذا مررتم بآية فيها لا ذكر النار ، فقفوا عندها وتعوذوا بالله من النار ، وحسنوه بأصواتكم ، فإن الله تعالى أوحى إلى موسى بن عمران عليه‌السلام : إذا وقفت بين يديًٌ فقف موقف الذليل الفقير ، وإذا قرأت التوراة فاسمعنيها بصوت حزين.

ولقد كان علي بن الحسين عليهما‌السلام يقرأ القرآن فربما مر عليه المار فيصعق من حسن صوته.

واقرؤوه في المصحف ، فإنه من قرأه في المصحف متع ببصره ، وخفف عن والديه وأنه ليعجبني في أن يكون في البيت مصحف ، وأن البقعة التي يقرأ فيها القرآن ويذكر الله تعالى فيها ، تكثر بركتها ، وتحضرها الملائكة ، ويهجرها الشيطان ، وتضيء لأهل السماء كما تضيء الكواكب لأهل الأرض ، وأن البيت الذي لايقرأ فيه القرآن ولا يذكر فيه الله تعالى ، تقل بركته ، وتهجره الملائكة ، ويحضره الشيطان. ومن قرأ القران وهو شاب مؤمن ، اختلط القرآن بلحمه ودمه ، وجعله الله مع السفرة الكرام البررة ، وكان القرآن حجيرا (٣) عنه يوم القيامة ».

__________________

١ ـ ألهَذ : سرعة القطع والقراءة. (القاموس المحيط ـ هذذ ـ ١ : ٣٦٠).

٣ ـ الحجر : المنع ، والمراد من الحديث أن القرآن يمنع النارعن قارئه.