دفعاها عنه عنادا وظلما |
| مزّقا صكها وما راعياها |
وادّعت نحلة لها من أبيها |
| سيّد الأنبياء فلم ينحلاها |
فانثنت والفضاء ضاق عليها |
| وشواظ الزفير حشو حشاها |
وأتت دارها تجرّ رداها |
| والجوى كان أن يريها رداها |
فأتوا دارها وأداروا الجز |
| ل كي يحرقوا عليها خباها |
عصروها بالباب قسرا إلى أن |
| كسّروا ضلعها وهدّوا قواها |
ألجئوها إلى الجدار فألقت |
| «محسنا» وهي تندب الطهر طاها |
دخلوا الدار وهي حسرى فقادوا |
| بنجاد الحسام حامي حماها |
برزت خلفهم تقوم وتكبوا |
| وحشاها ذابت بنار شجاها |
وعلى رأسها قميص أبيها |
| وعلى متنها استوى فرخاها |
وهي تعدو خلف الوصي وتدعو |
| بانكسار فلم يجيبوا نداها |
أيّها القوم! أطلقوا صفوة الله |
| إمام الأنام عقد ولاها |
أو لأدعو الله العظيم بشجو |
| فتخرّ الخضراء على غبراها |
فأتاها العبد المشوم فأدمى |
| متنها فانثنت تطيل بكاها |
وهي منهم بمسمع وبمرأى |
| نصب عينهم تقاسي أذاها |
آذياها عند الحياة ولمّا |
| حضرتها الوفاة ما شيّعاها |
دفنت في الدجى وعفى «عليّ» |
| قبرها ليته استطال دجاها |
أفمثل ابنة النبيّ يوارى |
| شخصها في الدجى ويعفى ثراها؟ (١) |
وللسيّد محمد نجل السيّد جمال الهاشمي :
أيّ خطب يبكي عليه خطابي |
| ومصاب قد شاب شهدي بصاب |
آه يوم الزهراء أيّ فؤادي |
| علوي عليك غير مذاب |
لك في الدهر رنّة رددتها |
| بخشوع أجياله واكتئاب |
__________________
(١) الكوثر في أحوال فاطمة عليهاالسلام ج ٧ / ٥٤ ـ ٥٦ ؛ وكتاب وفاة الصدّيقة الزهراء ص ١٣٨ ـ ١٤٠.