• الفهرس
  • عدد النتائج:

لم يكن لأبي طالب ذنب سوى أنه أبو عليّ بن أبي طالب إمام المتقين وقائد الغر المحجّلين وقسيم الجنّة والنار ، وباب حطة الذي من دخله فهو مؤمن ومن لم يدخله فهو كافر.

وصاية أبي طالب عليه‌السلام

كان أبو طالب عليه‌السلام وصيّا من أوصياء الأنبياء ، ومعنى كونه وصيا أي أنه كان منبئا من قبل الله عزوجل حسبما استظهرناه من الأخبار ، وكذا كان أبوه عبد المطلب حيث كان منبئا في نفسه من الله تعالى ، لما روي من أن عبد المطلب كان حجة ، وأبو طالب كان وصيّه عليه‌السلام (١).

ومفهوم الحجة وإن كان يشمل كل ما يحتج به على الآخرين سواء كان معصوما أم لا ، إلّا أنه هنا يصرف إلى خصوص المعصوم بقرينة أن هناك وصيّا من بعده ، هذا مضافا إلى القرائن الخارجية الدالة على نبوتهما التسديدية ، لأن النبوة من «النبأ» أي الخبر ، فالمنبئ أي المخبر ، لذا قال الله تعالى للملائكة : (فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (٢) أي اخبروني إن كنتم صادقين بدعواكم أنكم أحقّ بالأمر من آدم. ثم قال الله لآدم : (قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ) (٣) فالإنباء هو الإخبار ، ونبوة أبي طالب كنبوة أبيه من قبل هي النبوة التسديدية التوفيقية وهكذا أغلب أنبياء بني إسرائيل كانوا مسددين من قبل الباري عزوجل وأما الموحى إليهم بالتشريع فكانوا قليلين كالأنبياء أولي العزم وزد عليهم قليلا.

وبالجملة فإن نبوة عبد المطلب وابنه عبد مناف مما لا يجب أن يرتاب بها ذو مسكة ، ولهما بأمّ موسى أسوة وهي التي أوحى الله إليها (وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ

__________________

(١) الاعتقادات للصدوق ص ١١٠ وبحار الأنوار ج ١٥ / ١١٧.

(٢) سورة البقرة : ٣١.

(٣) سورة البقرة : ٣٣.