• الفهرس
  • عدد النتائج:

ولقد كانت عائشة تشبّهه باليهود وتأمر بقتله وتقول : اقتلوا نعثلا (١) ـ اسم رجل يهودي ـ فقد كفر ، اقتلوا نعثلا قتله الله ، بعدا لنعثل وسحقا.

____________________________________

(١) «النّعثل» : الشيخ الأحمق ، والنّعثلة : أن يمشي الرجل مفاجّا ويقلب قدميه كأنه يغرف بهما وهو من التبختر. ونعثل : رجل من أهل مصر كان طويل اللحية ، قيل : إنه كان يشبه عثمان ، وشاتمو عثمان يسمونه نعثلا تشبيها بالرجل المصري ، وفي حديث عائشة : اقتلوا نعثلا قتل الله نعثلا! تعني عثمان ، وكان هذا منها لمّا غاضبته وذهبت إلى مكة (١).

يروي الطبري عن عثمان بن الشريد ، قال : مرّ عثمان على جبلة بن عمرو الساعدي وهو بفناء داره ومعه جامعة ، فقال : يا نعثل والله لأقتلنك ولأحملنك على قلوص جرباء ولأخرجنّك إلى حرة النار ثم جاءه مرة أخرى وعثمان على المنبر فأنزله عنه (٢).

وروى أيضا عن عبد الرحمن بن محمّد : أن محمّد بن أبي بكر تسوّر على عثمان من دار عمرو بن حزم ومعه كنانة بن بشر بن عتاب وسودان بن حمران وعمرو بن الحمق فوجدوا عثمان عند امرأته نائلة وهو يقرأ في المصحف فتقدمهم محمّد بن أبي بكر فأخذ بلحية عثمان فقال قد أخزاك الله يا نعثل ، فقال عثمان : لست بنعثل ولكني عبد الله وأمير المؤمنين ، قال محمّد ما أغنى عنك معاوية وفلان وفلان ، فقال عثمان : يا ابن أخي دع عنك لحيتي فما كان أبوك ليقبض على ما قبضت عليه ، فقال محمّد : لو رآك أبي تعمل هذه الأعمال أنكرها عليك ..» (٣).

إذن ، لقب «نعثل» كان السمة البارزة في شخصية عثمان ، ويظهر أن سبب تلقيبه به هو تبختره في مشيه ، وإلا فإن طول اللحية ليست علة تامة للتسمية بذاك

__________________

(١) لسان العرب ج ١١ / ٦٦٩ مادة نعثل.

(٢) تاريخ الطبري ج ٣ / ٣٩٩.

(٣) نفس المصدر ص ٤٢٣.