• الفهرس
  • عدد النتائج:

الله فإن أبى إلّا أن نمضي فأبلغه عنّا واطلب إليه أن يولّي أمرنا رجلا أقدم سنّا من أسامة.

فخرج عمر بأمر أسامة إلى أبي بكر فأخبره بما قالوا ، وأن الأنصار تطلب رجلا أقدم سنا من أسامة ، فوثب أبو بكر وكان جالسا ، وأخذ بلحية عمر وقال : ثكلتك أمك يا ابن الخطّاب! استعمله رسول الله وتأمرني أن أعزله؟

ثم خرج أبو بكر حتى أتاهم وأشخصهم وشيّعهم وهو ماش وأسامة راكب .. فلما أراد أن يرجع قال لأسامة : إن رأيت أن تعينني بعمر فافعل ، فأذن له» (١).

من خلال عرض هذا المقطع نلاحظ شيئين :

الأول : إن الذي شكّك بأسامة إنما هو عمر وأصحابه ، من هنا أخذ بلحيته أبو بكر مستنكرا عليه بأن النبيّ أمّره وعمر يريد أن يعزله بحجة صغر سنه ، تماما كما فعل أبو عبيدة بن الجراح بالإمام عليّ عليه‌السلام حينما قهروه على البيعة فقال للإمام عليه‌السلام : «يا بن عمّ إنك حديث السنّ وهؤلاء مشيخة قومك ، ليس لك مثل تجربتهم ومعرفتهم بالأمور ..» (٢).

الثاني : طلب أبي بكر من أسامة استبقاء عمر بجانبه لحاجته إليه في السلطة ، ما يقتضي الاعتقاد أن المسألة دبراها وعقدا فصولها بإحكام ، وأجادا توزيع الأدوار لتحقيق ما أراداه.

لقد عصيا الله ورسوله ، ومن يعص الله ورسوله له عذاب عظيم ، قال تعالى :

(وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً) (٣).

(وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) (٤).

__________________

(١) الكامل في التاريخ ج ٢ / ٣٣٥.

(٢) الإمامة والسياسة ص ٢٩ / لابن قتيبة الدينوري ، المتوفى عام ٢٧٦ ه‍.

(٣) سورة النساء : ١٤.

(٤) سورة الأحزاب : ٣٦.