• الفهرس
  • عدد النتائج:

عن طهارتهم واختياره لهم في نص القرآن».

وقال الحافظ ابن حجر في الفصل الثالث ، في بيان حال الصحابة من العدالة ، من مقدمة الإصابة :

«اتفق أهل السنّة على أن الجميع عدول ، ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة».

وقال أبو زرعة الرازي :

«إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاعلم أنه زنديق ، وذلك أن الرسول حق ، والقرآن حق ، وما جاء به حق ، وإنما أدى ذلك كله إلينا الصحابة ، وهؤلاء الزنادقة يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنّة فالجرح بهم أولى» (١).

انظر ـ أخي القارئ ـ إلى العصبيّة العمياء كيف تعمي القلوب ، فكل من انتقص أحدا من الصحابة ، حتى ولو كان معاوية بن أبي سفيان ، فإنّه بنظر ابن زرعة زنديق. وقد ثبت في الصّحاح عندهم أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعن المتخلّف عن جيش أسامة ، وهذا بدوره انتقاص في حقّ الصحابة ، أفلا يجوز لغير النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن ينتقص صحابته بعد ما ثبت بالقطع واليقين أنّ النبيّ انتقصهم وتبرّأ من بعضهم كما روى الأخباريون «أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اختار خالد بن الوليد وبعثه لإصلاح حال بني خزيمة ، وهو قد قتل جمعا كثيرا منهم بسبب عداوة وضغن ، وكان في قلبه سهم من أيام الجاهلية ، حتّى أرسل صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الإمام عليّا عليه‌السلام في أثره لاستدراك حالهم وتسليتهم ، وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ذلك المقام : اللهم إني أبرأ إليك ممّا فعله خالد» (٢).

والشيعة ـ أيّدهم الله تعالى ـ لا ينكرون أنّ في الصحابة جماعة مؤمنين أثنى الله تعالى عليهم في كتابه الكريم كقوله تعالى :

__________________

(١) الإصابة ج ١ / ١٨ ومقدمة تحقيق أسد الغابة ج ١ / ٢٣.

(٢) إحقاق الحق ج ٣ / ٤٩٦ ورواه البخاري في صحيحه ج ٥ / ١٢٧ ح ٤٣٣٩.