• الفهرس
  • عدد النتائج:

وأنّ أوّل ما خلق الله من الأجسام هو الماء» (١).

ولعلّه يشير إلى غاز أثيري شفّاف من أحد العناصر ، وانضمّ إليه عنصراً آخر عبّرت عنه الشريعة بالدخان والزبد ؛ تقريباً للأذهان ، ثمّ خُلقت منه الكواكب والأرضون خلقاً استقلالياً ، لا اشتقاقاً توليدياً.

نعم ، يظهر من علماء الغرب أنّ الأرض شعلة انفصلت من الشمس قبل آلاف الملايين ، ثمّ بردت وجمدت قشرتها الأُولى بحيث صارت صالحة للسكنى والانتفاع ، والقمر قطعة من الأرض ؛ فالأرض بنت الشمس ، والقمر ابن الأرض (٢) ، وكلّ هذا حدس وتخمين وأحلام ، ولكنّها أحلام جميلة.

الأمر الخامس : في نهاية الأرض.

وقـد ذكر الكثير من الفلاسفة الأقدمين والمتجدّدين أنّ هذه الأرض لا بُدّ وأن تنتهي إلى الفناء والتلاشي ، وذكروا أسباباً متعدّدة لذلك ، منها : اصطدامها بمذنّب يجعلها هباءً منثوراً ، كما اصطدمت بمذنّب في طوفان نوح حيث دفعها إلى البحار المحيطة ففاضت البحار عليها وأغرقتها (٣).

____________

(١) انظر : نهج البلاغة : ١٣١ وما بعدها.

(٢) راجع : دائرة معارف القرن العشرين ١ / ١٨٥.

(٣) يقول علماء الهيئة : إنّ الأرض يتوقّع لها الفناء من ثلاثة أسباب رئيسية :

١ ـ البرودة الذاتية : هي حادث طبيعي ذاتي طرأ على قشرتها الظاهرة لانفصالها عن الشمس ، وهو لا يزال عاملاً فيها ، فإنّ أمر الأرض سينتهي ولو بعد أُلوف من السنين بالبرودة المطلقة ، فتجمد بحارها وأنهارها ، وتصبح الجهات الواقعة في خطّ استوائها كالجهات الواقعة في قطبيها فلا يستطيع أن يعيش عليها حيوان ولا نبات.

قالوا : وقد كانت الأرض جهة القطبين حارّة ، ثمّ طرأت عليها البرودة ، ولا شبهة