• الفهرس
  • عدد النتائج:

وقال وكيع : ما شككتم في شيء فلا تشكّوا أنّ جابراً الجعفي ثقة.

وقال ابن عبـد الحكم : سمعت الشافعي يقول : قال سفيان الثوري لشعبة : إنّ تكلّمت في جابر الجعفي لأتكلّمنّ فيك ...» (١).

فإذا كان جابر من رجال ثلاثة من الصحاح ، ثمّ من مشايخ أئمّةٍ ، كالثوري وشعبة وأبي عوانة ، وأنّهم قالوا هذه الكلمات في توثيقه ... فإنّه يكفينا للاحتجاج قطعاً ؛ إذْ ليس عندهم من المحدّثين من أجمعوا على وثاقته إلاّ الشاذ النادر ، فهم لم يجمعوا على وثاقة مثل البخاري صاحب الصحيح.

على أنّ ما ذكروه جرحاً فيه فليس من أسباب الجرح والقدح ؛ لأنّ كلمات الجارحين تتلخّص في أنّه : «كان من علماء الشيعة» ، وأنّه كان : «يحدّث بأخبار لا يُصبر عنها» في فضل أهل البيت ، وأنّه : «كان يؤمن بالرجعة» ... ولا شيء من هذه الأُمور بقادح ، لا سيّما بالنظر إلى ما تقدّم عن أئمّة القوم من التأكيد على ورعه في الحديث ، والنهي عن التشكيك في أنّه ثقة ، حتّى أنّ مثل سفيان يقول لمثل شعبة : «إن تكلّمت في جابر الجعفي لأتكلّمن فيك»!

وبما ذكرناه كفاية ، لمن طلب الرشاد والهداية.

وبه تتبيّن مواضع الزور والدجل والتدليس في كلام المفتري.

الحديث «٦» :

قال أبو نعيم : «حدّثنا محمّـد بن حميد ، ثنا علي بن سراج المصري ، ثنا محمّـد بن فيروز ، ثنا أبو عمرو لاهز بن عبـد الله ، ثنا معتمر بن سليمان ،

____________

(١) ميزان الاعتدال ١ / ٣٧٩ ـ ٣٨٤.