تمثل في حقيقتها نوعا من تجنيد طاقات الامة في خندق الجبهة الحسينية ، يغني ويعمّق هذه الصلة القلبية.
ـ العزاء التقليدي ، مواكب العزاء ، المواساة
العزاء التقليدي :
هو الاسلوب المتّبع منذ ازمنة قديمة في احياء ذكرى واقعة عاشوراء والملحمة الحسينية ، وقد اتّخذ طابعا شعبيا. ويتضمن هذا النمط من العزاء قراءة المراثي ، والنياح ، والبكاء والابكاء ، وايجاد هيئات ومواكب العزاء والمأتم واللطم على الصدور وذكر المصيبة ، ومجالس الوعظ. ولما كانت هذه الانماط اكثر انسجاما مع العاطفة الشيعية فقد اتخذت على مر الزمن طابعا اكثر شعبية واصبحت عاملا فاعلا في استقطاب محبّي أهل البيت.
ورد عن أبي هارون المكفوف انه قال : دخلت على أبي عبد الله الصادق عليهالسلام ، فقال لي : انشدني ، فانشدته. قال : لا ، كما تنشدون وكما ترثيه عند قبره (١) ، وهذا يعني وجود اسلوب متعارف لدى الناس وكان الائمة عليهمالسلام يهتمون به. ولا شك ان الحفاظ على هذه السنّة يضمن دوامها قال أحد العلماء في هذا الباب : يجب علينا الحفاظ على هذه السنن الاسلامية ، والحفاظ على هذه المواكب الاسلامية المباركة التي تنطلق في محرّم وصفر وفي الحالات الضرورية. والتأكيد على ضرورة اقتفاء اثرها والحفاظ على عاشوراء من قبل العلماء والخطباء وبنفس الصورة التي كان عليها في ما مضى ، ومن قبل جماهير الشعب وبنفس النسق المتعارف المنظم والمرتب التي كانت تسير عليه مواكب العزاء في ما سبق. واعلموا انكم اذا اردتم الحفاظ على نهضتكم فلا بد لكم من المحافظة على هذه السنن (٢).
وحتّى ان حفظ مآتم وعزاء عاشوراء رهين إلى حد بعيد بحفظ هذه السنن.
__________________
(١) بحار الانوار ٤٤ : ٢٨٧.
(٢) صحيفة النور ١٥ : ٢٠٤.