وكان عمرو بن قيس ممن دعاهم الإمام عليهالسلام في هذا المنزل إلى نصرته أيضا ، فتقاعس ولم يستجب لنداء النصرة ، ان نداء الإمام لمناصرته يوجب التكليف على الناس ، وكل من يسمع نداء : هل من ناصر؟ ولا يستجيب ، فهو من اهل النار ، ونداء النصرة هذا قائم على مر التاريخ ؛ فكلّ يوم عاشوراء وكلّ أرض كربلاء ، والسعادة هي التضحية بالنفس والمال في سبيل الدين ، وفي ظل قائد الهي. وليس هناك اشقى ممن يسمع نداء الإمام المعصوم فلا يستجيب له ، ويبخل بالتضحية في سبيل الله بنفسه التي هي أمانة الله عنده.
ـ قصر مقاتل ، هل من ناصر ، كل يوم عاشوراء ، الحجاج بن مسروق
عبيد الله بن زياد :
والي الكوفة في زمن واقعة عاشوراء ، وبأمره قتل الحسين وأصحابه. ويسمى ابن زياد باسم ابن مرجانة أيضا نسبة إلى امّه مرجانة وكانت جارية بغي من المجوس. لمّا ادخلوا عليه سبايا أهل البيت في دار الامارة بالكوفة بعد مقتل الحسين ، خاطبته زينب عليهاالسلام بكلمة يا ابن مرجانة اشارة إلى نسبه الوضيع ، وفضحا لهذا الحاكم المغرور.
من مشاهير ولاة الامويين ؛ عينه معاوية عام ٥٤ ه واليا على خراسان ، وفي عام ٥٦ ه عزله من ولاية خراسان وعينه واليا على البصرة ، وبعد موت معاوية ومبايعة يزيد للخلافة ، وقيام مسلم بن عقيل في الكوفة عيّن واليا على الكوفة اضافة إلى احتفاظه بولاية البصرة وتمكّن من السيطرة على الاوضاع المضطربة فيها ، وأمر بقتل مسلم بن عقيل.
بعد مسير الإمام الحسين عليهالسلام من مكّة إلى العراق ، سيّر إليه عبيد الله ابن زياد جيشا بقيادة عمر بن سعد لمقاتلته أو ارغامه على مبايعة يزيد ، وهو الذي اصدر الأوامر بقتل سيّد الشهداء وسبي أهل بيته (١).
__________________
(١) سفينة البحار ١ : ٥٨٠.