رأس الإمام الحسين (ع):
بعد مقتل الإمام الحسين ، بلغ جيش الكوفة اقصى درجات الوضاعة والقسوة ، حيث احتزّوا الشريف ، ثمّ أمر عمر بن سعد فوطأ الفرسان ظهره وصدره بالخيل. وحملوا الرأس الشريف مع رءوس سائر الشهداء على الرماح ، وساروا بها إلى الكوفة والشام لارهاب سائر ابناء الامّة.
كان لرأس الإمام الحسين في واقعة كربلاء مواقف وحوادث مختلفة منها : ان رأسه الشريف احتزّ من القفا (١) ، ورفع على الرمح ، واخذه خولي معه إلى داره واخفاه في الحجرة أو في التنور ، وكان الرأس يتلو القرآن وهو مرفوع على قصبة في دروب الكوفة ، ووضع بين يدي ابن زياد في طشت من ذهب (٢) ، وفي الطريق إلى الشام كان الرأس سببا في اسلام راهب كان يتعبّد في دير ترسا بقنّسرين. وفي قصر يزيد وضعوه في طشت وأحضروه بين يديه ، فاخذ يزيد يضرب على الرأس والثنايا بقضيب كان في يده. وفي خرابة الشام اخذ إلى رقية بنت الإمام الحسين عليهالسلام ، وكلّ واحد من هذه المواقف جدير لوحده بكثير من المراثي المؤلمة. وقد نظّم الشعراء في هذه الوقائع أشعارا ومراثي كثيرة.
ثمّة اختلافات بين المحققين بشأن الموضع الذي دفن فيه الرأس. فالبعض منهم يرى بأن الرأس نقل من الشام إلى كربلاء والحق بالبدن (وهذا هو رأي السيد المرتضى) ويعتقد البعض الآخر انّه دفن في الكوفة قرب قبر أمير المؤمنين عليهالسلام ، فيما أشار آخرون إلى غير هذا.
هنالك موضع في الشام يسمى بموضع الرأس الشريف ، وفيه مقام ومكان للعبادة (٣) ، ويذهب جماعة آخرون إلى القول بانّ الرأس مدفون في مصر في المكان
__________________
(١) عوالم الإمام الحسين : ٣٠٣ ـ ٣٠٤.
(٢) أمالي الصدوق : ١٤٠.
(٣) سفينة البحار ١ : ٤٩٢.