الكوفة في ارض كربلاء. لكنه لم ينزل عند ارادة جيش يزيد ، فقاتلهم حتّى قتل مظلوما عطشانا هو وأصحابه في تلك الأرض.
من بعد ذلك التاريخ تحوّلت كربلاء إلى مصدر الهام ، وعاشوراء الى مدرسة للثورة والتحرر. في مقتله حياة للإسلام ويقظة للضمائر.
ان فضائل هذا الإمام أكثر من تحصى في هذا التعريف الموجز ، كيف لا وهو الذي قد تربّى في حجر رسول الله ، وقد قال صلىاللهعليهوآله فيه : والذي بعثني بالحقّ نبيّا انّ الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض ، وانّه لمكتوب عن يمين العرش : «مصباح هدى وسفينة نجاة».
ـ سيد الشهداء ، ابو عبد الله ، ثار الله ، عاشوراء ، كربلاء ،
الشهادة ، ثقافة عاشوراء ، سجايا سيّد الشهداء
حسين منّي وأنا من حسين (ع):
هذا الحديث منقول عن رسول الله ، وقد أوردته كتب السنّة والشيعة ، ونصّه الكامل هو : «حسين منّي وأنا من حسين ، أحبّ الله من أحبّ حسينا وأبغض الله من أبغض حسينا ، حسين سبط من الأسباط ، لعن الله قاتله». وهذا دليل على وحدتهما فكريا وروحيا وجسميّا ، واتّفاقهما في الهدف والمسار. فرسول الله صلىاللهعليهوآله قد اعتبر قبل نصف قرن من واقعة الطف ، ثورة الحسين امتدادا لرسالته ، وأكّد انّ أعداء الحسين الذين لطّخوا أيديهم بدمه ، إنمّا هم أعداؤه وقتلته هو شخصيا ؛ وذلك لأن غضب ورضا ، وحرب وسلم ، ومناصرة ومعادة الحسين ، هي نظير غضب ورضا ، وحرب وسلم ، ومناصرة ومعاداة الرسول. فهما روح واحدة في جسدين ، وفكر واحد ومرام واحد فى زمنين متفاوتين. والتصريح بهذا الارتباط الوثيق يعكس الخطّ الصحيح للحركة الدينية والاجتماعية والجهادية والسياسية على مدى التاريخ. والصلة بينها لا تقتصر على مجرّد الارتباط النسبي وكون الحسين من ذرّية الرسول ، بل انّ المدار هو اتّحادهما في المسار والخط.
اما المفهوم الآخر الذي ينطوي عليه هذا الحديث فهو : ان وجود النبي ،