• الفهرس
  • عدد النتائج:

وهذا ما عناه الحسين قوله يوم الطّفّ مخاطبا أهله وأرحامه : «صبرا يا بني عمومتي ، صبرا يا أهل بيتي ، لا رأيتم هوانا بعد اليوم» (١).

وسئل الإمام زين العابدين عليه‌السلام : «من كان الغالب يوم كربلاء؟ فقال : اسمع المؤذّن تعرف الجواب. أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمّدا رسول الله ، وأنّ عليّا أمير المؤمنين بالحقّ ولي الله» (٢).

أوصى الحسين أهل بيته بالصّبر بعد ما استشهد جميع أصحابه ، ولم يبق معه إلّا ولده ، عليّ ، وولد جعفر ، وولد عقيل ، وولد الحسن ، وقد إجتمعوا يودّع بعضهم بعضا ، وهم كالزّهر في مقتبل العمر.

كرام بأرض الغارضية عرسوا

فطابت بهم أرجاء تلك المنازل

أقاموا بها كالمزن فاخضرّ عودها

وأعشب من أكنافها كلّ ماحل

زهت أرضها من بشر كلّ شمر دل

طويل تجاد السّيف حلو الشّمائل

كأنّ لعزرائيل قد قال سيفه

لك السّلم موفورا ويوم الكفاح لي

حموا بالظّبى دين النّبيّ وطاعنوا

ثباتا وخاضت جردهم بالجحافل

ولمّا دنت آجالهم رحبوا بها

كأنّ لهم بالموت بلغة آمل

عطاشى بجنب النّهر والماء حولهم

يباح إلى الورّاد عذب المناهل

عطاشى بجنب النّهر والماء حولهم

يباح إلى الوارد عذب المناهل

فلم تفجع الأيّام من قبل يومهم

بأكرم مقتول لا لأمّ قاتل

__________________

(١) انظر ، شرح الأخبار : ٣ / ٢٣٨ ، مقتل الحسين للمقرّم : ٣١٨ و ٣٢٢.

(٢) انظر ، مقتل الحسين للخوارزمي : ٦٩ ـ ٧١.