• الفهرس
  • عدد النتائج:

لهم ما أحبّوا لأنفسهم ، أو قال ذلك ضعيف الفهم أو منافق كما قد يشعر به قول ابن عباس «ناس» فخاطب الله المؤمنين بما فيه الردّ على المنافقين ، فغلّب الأحياء على الأموات في إضافة الايمان كما لا يخفى.

(إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ).

فلا يضيع أجورهم ، ولا يدع صلاحهم ، ولعلّه قدّم الرؤف وهو أبلغ في الرحمة محافظة على الفواصل.

الثالث (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ.) (١٤٤)

روى أنّ رسول الله صلّى مدّة مقامه بمكة إلى بيت المقدس ثلاث عشرة سنة وبعد مهاجرته إلى المدينة سبعة أشهر على ما رواه علىّ بن إبراهيم (١) ، وذكره جماعة ، قال الصدوق (٢) تسعة عشر شهرا ويؤيّده رواية ضعيفة في التهذيب (٣) فقالت اليهود تعييرا إنّ محمّدا تابع لنا يصلّى على قبلتنا ، فاغتمّ لذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكان قد استشعر أنّه سيحوّل إلى الكعبة ، أو كان وعد ذلك كما قيل ، أو كان يحبّه ويترقّبه لأنه أقدم القبلتين ، وقبلة أبيه إبراهيم عليه‌السلام ، وادعى للعرب إلى الإسلام ، لأنها مفخرتهم ومزارهم ومطافهم ، فاشتدّ شوقه إلى ذلك مخالفة على اليهود ، وتميزا منهم ، وخرج في جوف الليل ينظر إلى آفاق السماء ينتظر من الله في ذلك أمرا.

وروي (٤) أنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لجبرئيل : وددت أن يحوّلني الله إلى الكعبة ، فقال

__________________

(١) رواه على بن إبراهيم انظر البرهان ج ١ ص ١٥٨ والمجمع ج ١ ص ١ ص ٢٢٣ ومستدرك الوسائل ج ١ ص ١٩٧ وتفسير على بن إبراهيم ط إيران ١٣١٥ ص ٣٣.

(٢) انظر الوسائل ج ٣ ص ٢١٨ المسلسل ٥٢٠٨ والحديث مبسوط.

(٣) انظر الوسائل ج ٣ ص ٢١٥ المسلسل ٥١٩٧ وفي سند الحديث على بن الحسن الطاطري وابن أبي حمزة وحالهما معلوم لكل أحد ، وفيه ان التحويل كان بعد رجوع النبي (ص) عن بدر.

(٤) الدر المنثور ج ١ ص ١٤٢ أخرجه عن ابى داود في ناسخه.