• الفهرس
  • عدد النتائج:

وقال يرثي الحسين عليه‌السلام في يوم عاشوراء سنة خمس وثلاثين وأربعمائة :

يا ديار الأحباب كيف تحوّلـ

ـتِ قفاراً ولم تكوني قفارا؟

ومحت منك حادثات الليالي

رغم أنفي الشموس والأقمارا

واسترد الزمان منك « وماسا

ور » في ذاك كلّه ما أعارا

ورأتكِ العيون ليلاً بهيماً

بعد أن كنت للعيون نهارا

كم لياليّ فيك همّا طوال

ولقد كنّ قبل ذاك قصارا

لِمَ أصبحت لي ثماداً وقد كنـ

ـتِ لمن يبتغي نداكِ بحارا؟

ولقد كنتِ برهةً لي يميناً

ما توقعتُ أن تكوني يَسارا

إن قوماً حلوك دهراً وولَّوا

أوحشوا بالنوى علينا الديارا

زوّدونا ما يمنع الغمضَ للعين

ـن وينبي عن الجنوب القرار

يا خليلي كن طائعاً لي مادمت

ـت خليلاً وإن ركبتَ الخطارا

ما أبالي فيك الحذار فلا تخشن

إذا ما رضيت عنك حذارا

عُج بأرض الطفوف عيسك وأعقلهن

ـهن فيها ولا تجزهن دارا

وابكِ لي مُسعداً لحزني وأمنحني

ـني دموعاً إن كن فيك غزارا

فلنا بالطفوف قتلى ولا ذنبَ

سوى البغى من عدى وأُسارى

لم يذوقوا الردى جُزافاً ولكن

بعد أن أكرهوا القنا والشّفارا

وأطاروا فَراشَ كلّ رؤوس

وأماروا ذاك النجيع المسمارا

إن يوم الطفوف رنّحنى حُز

ناً عليكم وما شربتُ عقارا

وإذا [ ما ] ذكرتُ منه الذي ما

كنتُ أنساه ضيق الأقطارا

ورمى بي على الهموم وألقى

حَيَداً عن تنعمي وأزورارا

كدتُ لما رأيت إقدامهم فيه

عليكم أن أهتك الأستارا

وأقول الذي كتمتُ زماناً

وتوارى عن الحشا ما توارى