• الفهرس
  • عدد النتائج:

دنا ليمنع ركنيها بغاربه

فبات يدعم مهدوداً بمهدود

قد كانت الروم محذورا كتائبها

تدني البلاد على شحط وتبعيد

ملك تأخر عهد الدهر من قدم

عنه كأن لم يكن دهرا بمعهود

حل الذي أحكموه في العزائم من

عقد وما جربوه في المكاييد

وشاغبوا اليم ألفي حجة كملا

وهم فوارس قاريّاته السود

فاليوم قد طمست فيه مسالكهم

من كل لاحب نهج الفلك مقصود

لو كنت سألتهم في اليم ما عرفوا

سُفح السفائن من غير الملاحيد

هيهات لو راعهم في كل معترك

ليث الليوث وصنديد الصناديد

من ليس يمسح عن عرنين مضطهد

ولا يبيت على أحناء مفؤود

ذو هيبة تتقى في غير بائقة

وحكمة تُجتنى من غير تعقيد

من معشر تسع الدنيا نفوسهم

والناس ما بين تضييق وتنكيد

لو أصحروا في فضاء من صدورهم

سدّوا عليك فروج البيد بالبيد

اولئك الناس إن عدوا بأجمعهم

ومن سواهم فلغو غير معدود

والفرق بين الورى جمعا وبينهم

كالفرق ما بين معدوم وموجود

إن كان للجود باب مرتج غلق

فأنت تدني اليه كل اقليد

كأن حلمك أرسى الأرض أو عقدت

به نواصي ذرى أعلامها القود

لك المواهب اولاها وآخرها

عطاء رب عطاء غير محدود

فأنت سيّرت ما في الجود من مثل

باق ومن أثر في الناس محمود

لو خلّد الدهر ذا عز لعزته

كنت الأحق بتعمير وتخليد

تُبلى الكرام وآثار الكرام وما

تزداد في كل عصر غير تجديد