• الفهرس
  • عدد النتائج:

شك بما شاهدنا ، وجواب (لَوْ) محذوف تقديره لرأيت أمرا فظيعا ، ويجوز أن تكون للتمني والمضي فيها وفي (إِذِ) لأن الثابت في علم الله بمنزلة الواقع ، ولا يقدر ل (تَرى) مفعول لأن المعنى لو يكون منك رؤية في هذا الوقت ، أو يقدر ما دل عليه صلة إذ والخطاب للرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم أو لكل أحد.

(وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ(١٣) فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا إِنَّا نَسِيناكُمْ وَذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)(١٤)

(وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها) ما تهتدي به إلى الإيمان والعمل الصالح بالتوفيق له. (وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي) ثبت قضائي وسبق وعيدي وهو (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) وذلك تصريح بعدم إيمانهم لعدم المشيئة المسبب عن سبق الحكم بأنهم من أهل النار ، ولا يدفعه جعل ذوق العذاب مسببا عن نسيانهم العاقبة وعدم تفكرهم فيها بقوله :

(فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا) فإنه من الوسائط والأسباب المقتضية له. (إِنَّا نَسِيناكُمْ) تركناكم من الرحمة ، أو في العذاب ترك المنسي وفي استئنافه وبناء الفعل على إن واسمها تشديد في الانتقام منهم. (وَذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) كرر الأمر للتأكيد ولما نيط به من التصريح بمفعوله وتعليله بأفعالهم السيئة من التكذيب والمعاصي كما علله بتركهم تدبر أمر العاقبة والتفكر فيها دلالة على أن كلا منهما يقتضي ذلك.

(إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (١٥) تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ)(١٦)

(إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها) وعظوا بها. (خَرُّوا سُجَّداً) خوفا من عذاب الله. (وَسَبَّحُوا) نزهوه عما لا يليق به كالعجز عن البعث. (بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) حامدين له شكرا على ما وفقهم للإسلام وآتاهم الهدى. (وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) عن الإيمان والطاعة كم يفعل من يصر مستكبرا.

(تَتَجافى جُنُوبُهُمْ) ترتفع وتتنحى. (عَنِ الْمَضاجِعِ) الفرش ومواضع النوم. (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) داعين إياه. (خَوْفاً) من سخطه (وَطَمَعاً) في رحمته. وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في تفسيرها «قيام العبد من الليل». وعنه عليه الصلاة والسلام «إذا جمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد جاء مناد ينادي بصوت يسمع الخلائق كلهم : سيعلم أهل الجمع اليوم من أولى بالكرم ، ثم يرجع فينادي : ليقم الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع فيقومون وهم قليل ، ثم يرجع فينادي : ليقم الذين كانوا يحمدون الله في السراء والضراء فيقومون وهم قليل ، فيسرحون جميعا إلى الجنة ثم يحاسب سائر الناس» وقيل كان أناس من الصحابة يصلون من المغرب إلى العشاء فنزلت فيهم. (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) في وجوه الخير.

(فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ)(١٧)

(فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ) لا ملك مقرب ولا نبي مرسل. (مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) مما تقر به عيونهم. وعنه عليه الصلاة والسلام «يقول الله : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، بلّه ما أطلعتهم عليه ، اقرءوا إن شئتم (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ)». وقرأ حمزة ويعقوب (أُخْفِيَ لَهُمْ) على أنه مضارع أخفيت ، وقرئ «نخفي» و «أخفي» والفاعل للكل هو الله ، «وقرأت أعين»