• الفهرس
  • عدد النتائج:

الحكومة وعلى تحريف الكلم ، والجملة حال من الواو. (وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا) لا يؤاخذنا الله بذلك ويتجاوز عنه ، وهو يحتمل العطف والحال والفعل مسند إلى الجار والمجرور ، أو مصدر يأخذون. (وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ) حال من الضمير في (لَنا) أي : يرجون المغفرة مصرين على الذنب عائدين إلى مثله غير تائبين عنه. (أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ) أي في الكتاب. (أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَ) عطف بيان للميثاق ، أو متعلق به أي بأن يقولوا والمراد توبيخهم على البت بالمغفرة مع عدم التوبة والدلالة على أنه افتراء على الله وخروج عن ميثاق الكتاب. (وَدَرَسُوا ما فِيهِ) عطف على (أَلَمْ يُؤْخَذْ) من حيث المعنى فإنه تقرير ، أو على (وَرِثُوا) وهو اعتراض. (وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) مما يأخذ هؤلاء. (أَفَلا يَعْقِلُونَ) فيعلموا ذلك ولا يستبدلوا الأدنى الدنيء المؤدي إلى العقاب بالنعيم المخلد ، وقرأ نافع وابن عامر وحفص ويعقوب بالتاء على التلوين. (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ) عطف على الذين (يَتَّقُونَ) وقوله : (أَفَلا يَعْقِلُونَ) اعتراض أو مبتدأ خبره : (إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) على تقدير منهم ، أو وضع الظاهر موضع المضمر تنبيها على أن الإصلاح كالمانع من التضييع. وقرأ أبو بكر (يُمَسِّكُونَ) بالتخفيف وإفراد الإقامة لإنافتها على سائر أنواع التمسكات.

(وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)(١٧١)

(وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ) أي قلعناه ورفعناه فوقهم وأصل النتق الجذب. (كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ) سقيفة وهي كل ما أظلك. (وَظَنُّوا) وتيقنوا. (أَنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ) ساقط عليهم لأن الجبل لا يثبت في الجو ولأنهم كانوا يوعدون به ، وإنما أطلق الظن لأنه لم يقع متعلقه وذلك أنهم أبوا أن يقبلوا أحكام التوراة لثقلها فرفع الله الطور فوقهم. وقيل لهم إن قبلتم ما فيها وإلا ليقعن عليكم. (خُذُوا) على إضمار القول أي وقلنا خذوا أو قائلين خذوا. (ما آتَيْناكُمْ) من الكتاب. (بِقُوَّةٍ) بجد وعزم على تحمل مشاقه ، وهو حال من الواو. (وَاذْكُرُوا ما فِيهِ) بالعمل به ولا تتركوه كالمنسي. (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) قبائح الأعمال ورذائل الأخلاق.

(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ (١٧٢) أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (١٧٣) وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)(١٧٤)

(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) أي أخرج من أصلابهم نسلهم على ما يتوالدون قرنا بعد قرن ، و (مِنْ ظُهُورِهِمْ) بدل (مِنْ بَنِي آدَمَ) بدل البعض. وقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب «ذرياتهم». (وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا) أي ونصب لهم دلائل ربوبيته وركب في عقولهم ما يدعوهم إلى الإقرار بها حتى صاروا بمنزلة من قيل لهم : ألست بربكم (قالُوا بَلى) فنزل تمكينهم من العلم بها وتمكنهم منه بمنزلة الإشهاد والاعتراف على طريقة التمثيل ويدل عليه قوله : (أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ) أي كراهة أن تقولوا. (إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ) لم ننبه عليه بدليل.

(أَوْ تَقُولُوا) عطف على (أَنْ تَقُولُوا) ، وقرأ أبو عمرو كليهما بالياء لأن أول الكلام على الغيبة. (إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ) فاقتدينا بهم لأن التقليد عند قيام الدليل والتمكن من العلم به لا يصلح عذرا. (أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) يعنى آباءهم المبطلين بتأسيس الشرك. وقيل لما خلق الله آدم أخرج من ظهره ذرية كالذر وأحياهم وجعل لهم العقل والنطق وألهمهم ذلك لحديث رواه عمر رضي الله تعالى عنه ، وقد حققت الكلام فيه في شرحي لكتاب «المصابيح» ، والمقصود من إيراد هذا الكلام هاهنا الزام