• الفهرس
  • عدد النتائج:

(وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ) يعني الملائكة ، قيل : كانوا تسعة ، وقيل ثلاثة جبريل وميكائيل وإسرافيل. (بِالْبُشْرى) ببشارة الولد. وقيل بهلاك قوم لوط. (قالُوا سَلاماً) سلمنا عليك سلاما ويجوز نصبه ب (قالُوا) على معنى ذكروا سلاما. (قالَ سَلامٌ) أي أمركم أو جوابي سلام أو وعليكم سلام ، رفعه إجابة بأحسن من تحيتهم. وقرأ حمزة والكسائي «سلم» وكذلك في «الذاريات» وهما لغتان كحرم وحرام وقيل المراد به الصلح. (فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ) فما أبطأ مجيئه به ، أو فما أبطأ في المجيء به ، أو فما تأخر عنه والجار في (أَنْ) مقدر أو محذوف والحنيذ المشوي بالرضف. وقيل الذي يقطر ودكه من حنذت الفرس إذا عرفته بالجلال لقوله : (بِعِجْلٍ سَمِينٍ).

(فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ(٧٠) وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ)(٧١)

(فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ) لا يمدون إليه أيديهم. (نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً) أنكر ذلك منهم وخاف أن يريدوا به مكروها ، ونكر وأنكر واستنكر بمعنى والإيجاس الإدراك وقيل الإضمار (قالُوا) له لما أحسوا منه أثر الخوف. (لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ) إنا ملائكة مرسلة إليهم بالعذاب ، وإنما لم نمد إليه أيدينا لأنا لا نأكل.

(وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ) وراء الستر تسمع محاورتهم أو على رؤوسهم للخدمة. (فَضَحِكَتْ) سرورا بزوال الخيفة أو بهلاك أهل الفساد أو بإصابة رأيها فإنها كانت تقول لإبراهيم : اضمم إليك لوطا فإني أعلم أن العذاب ينزل بهؤلاء القوم. وقيل فضحكت فحاضت قال الشاعر :

وعهدي بسلمى ضاحكا في لبابة

ولم يعد حقا ثديها أن تحلّما

ومنه ضحكت السمرة إذا سال صمغها وقرئ بفتح الحاء. (فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ) نصبه ابن عامر وحمزة وحفص بفعل يفسره ما دل عليه الكلام وتقديره : ووهبناها من وراء إسحاق يعقوب. وقيل إنه معطوف على موضع (بِإِسْحاقَ) أو على لفظ (إِسْحاقَ) ، وفتحته للجر فإنه غير مصروف ورد للفصل بينه وبين ما عطف عليه بالظرف. وقرأ الباقون بالرفع على أنه مبتدأ.

وخبره الظرف أي و (يَعْقُوبَ) مولود من بعده. وقيل الوراء ولد الولد ولعله سمي به لأنه بعد الولد وعلى هذا تكون إضافته إلى (إِسْحاقَ) ليس من حيث أن يعقوب عليه الصلاة والسلام وراءه ، بل من حيث إنه وراء إبراهيم من جهته وفيه نظر. والاسمان يحتمل وقوعهما في البشارة كيحيى ، ويحتمل وقوعهما في الحكاية بعد أن ولدا فسميا به ، وتوجيه البشارة إليها للدلالة على أن الولد المبشر به يكون منها لا من هاجر ولأنها كانت عقيمة حريصة على الولد.

(قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (٧٢) قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)(٧٣)

(قالَتْ يا وَيْلَتى) يا عجبا ، وأصله في الشر فأطلق على كل أمر فظيع. وقرئ بالياء على الأصل. (أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ) ابنة تسعين أو تسع وتسعين. (وَهذا بَعْلِي) زوجي وأصله القائم بالأمر. (شَيْخاً) ابن مائة أو مائة وعشرين ، ونصبه على الحال والعامل فيها معنى اسم الإشارة. وقرئ بالرفع على أنه خبر محذوف أي هو شيخ ، أو خبر بعد خبر أو هو الخبر و (بَعْلِي) بدل. (إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ) يعني الولد من هرمين ، وهو استعجاب من حيث العادة دون القدرة ولذلك :