• الفهرس
  • عدد النتائج:

ولما كان كناية عن غير مذكور لم يزد معه الظهر ، لئلا يلتبس بالدابة ، لأن الظهر أكثر ما يستعمل فى الدابة. قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ : «إن المنبتّ لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى» (١).

وأما فى الملائكة فقد تقدم ذكر الأرض فى قوله (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ) (٤٤) ، وبعدها : (وَلا فِي الْأَرْضِ) (٤٤) فكان كناية عن مذكور سابق ، فذكر الظهر حيث لا يلتبس.

قال الخطيب : لما قال فى النحل : (بِظُلْمِهِمْ) (٦١) لم يقل : (على ظهرها) احترازا عن الجمع بين الظلمين ، لأنها تقل فى الكلام ، وليست لأمة من الأمم سوى العرب.

قال : ولم يجيء فى هذه السورة إلّا فى سبعة أحرف ، نحو : الظلم ، والنظر ، والظل ، وظل وجهه ، والظهر ، والعظم ، والوعظ ، فلم يجمع بينهما فى جملتين معقودتين عقد كلام واحد وهو : لو وجوابه.

٢٦٧ ـ قوله : (فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) (٦٥) ، وفى العنكبوت : (مِنْ بَعْدِ مَوْتِها) (٦٣) ، وكذلك حذف من قوله : (لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً) (٧٠) ، وفى الحج : (مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً) (٥) ، لأنه أجمل الكلام فى هذه السورة (وفصل فى الحج) (٢) فقال : (فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ ...) إلى قوله : (وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى) (٥) فاقتضى الإجمال

__________________

(١) أخرجه البزار والحاكم والبيهقى وأبو نعيم والقضاعى عن جابر مرفوعا.

(المقاصد الحسنة ص ٣١٩).

(٢) ما بين الحاصرين سقط من ب فى أ : (وَاللهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ..) الآية ، وهو مخالف لما فى سورة الحج.

ولم يذكر المؤلف وجه التفصيل فى العنكبوت. ووجه : أن الله تعالى ذكر الدواب وأرزاقها وخلق السموات والأرض وتسخير الشمس والقمر وبسط الرزق وتقديره وهو تفصيل اقتضى إثبات (بِهِ) فى الآية رقم (١) من العنكبوت.